أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية إحباط هجوم على ثكنة عسكرية في ولاية خنشلة (450 كلم شرق العاصمة) شارك فيه ثمانية مسلحين يعتقد أن بينهم من يحمل جنسيات أجنبية. وموقع الهجوم مفتوح على جبال «الماء الأبيض» الشهير بأنه رواق مفتوح على الحدود التونسية عبر ولاية تبسةالجزائرية. ويعتقد مراقبون أن الهجوم قد يكون «انتقامياً» رداً على مقتل جُل أفراد كتيبة مسلحة هاجمت منشأة للغاز في الجنوب منتصف الشهر الماضي. وأفيد أمس أن الولاياتالمتحدة تدرس وضع قائد هذه الكتيبة المسلحة، مختار بلمختار، على قوائم الأشخاص الذين تنوي تصفيتهم، علماً أن ما لا يقل عن ثلاثة أميركيين قُتلوا في الهجوم الذي تعرضت له منشأة الغاز الجزائرية في عين أمناس. وأفادت وزارة الدفاع الجزائرية أنه تم «القضاء على إرهابي وإصابة عدد آخر بجروح واسترجاع أسلحة بولاية خنشلة». وكشفت أن محاولة الاعتداء نفّذها ثمانية مهاجمين اتبعوا خطة تقوم على الاستيلاء على شاحنة خاصة تتولى تموين إحدى الثكنات العسكرية في المنطقة. وذكرت أن «يقظة أفراد الجيش الوطني الشعبي بمركز الملاحظة القريب من الحادث ورد فعلهم السريع من خلال ملاحقة المجموعة الإرهابية والاشتباك معها مكّن من القضاء على إرهابي خطير وإصابة عدد منهم بجروح واسترجاع بندقية رشاشة من نوع كلاشنيكوف وقادف صاروخي من نوع آر بي جي». وكشفت أن بقية أفراد المجموعة المنفذة «فروا باتجاه الجبل الأبيض لتنطلق على الفور عملية مطاردة المجموعة الإرهابية». ولم تؤكد الجهات الرسمية أنباء عن وجود جنسيات غير جزائرية بين أفراد المجموعة المنفذة. لكن فرارها إلى جبال الماء الأبيض - بتأكيد قيادة الجيش الجزائري - يعني أنها سلكت ممراً في اتجاه جبل «أم الكماكم» ببلدية بئر العاتر التابعة لولاية تبسة الحدودية مع تونس. وهذا الرواق معروف بأنه موقع نشاط مفضل للجماعات المسلحة، وشكّل في وقت سابق موقع لجوء قيادة «المنطقة الخامسة» ل «الجماعة السلفية» التي أشرف على تأسيسها عماري صايفي الشهير باسم «عبدالرزاق البارة». وفي واشنطن (أ ف ب)، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» السبت أن مسؤولين عسكريين كباراً ومن أجهزة الاستخبارات الاميركية اقترحوا أن يدرجوا في لائحة سرية للأشخاص الذين يتعيّن «قتلهم» اسم الجزائري مختار بلمختار الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم على منشأة عين أمناس للغاز. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم قولهم إن اضافة اسم بلمختار الى هذه اللائحة يعني توسيع مجال العمل العسكري للولايات المتحدة في شمال غربي افريقيا، عبر توسيع المنطقة التي تستهدفها الطائرات من دون طيار وعمليات مكافحة الارهاب. وأوضحت الصحيفة ان هذه الخطوة يمكن ان تستند الى وحدات القوات الخاصة للجيش بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه). ومختار بلمختار هو زعيم سابق ل «القاعدة في المغرب الاسلامي» وانشق عن هذا التنظيم في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي وشكّل مجموعته المقاتلة الخاصة. وأعلن مسؤوليته عن الهجوم على منشأة عين أمناس الذي تلته عملية احتجاز رهائن. وتقول الجزائر ان 37 أجنبياً من ثماني جنسيات منهم ثلاثة أميركيين وجزائري واحد قتلوا في المنشأة خلال هجوم شنته مجموعة من 32 رجلاً قُتل 29 منهم واعتقل ثلاثة. وهدّد مختار بلمختار أو مجموعته مرارأ بشن هجمات جديدة اذا لم تتوقف الحرب التي تشنها فرنسا في مالي.