أقرّت الجزائر أمس بأن سائقاً نيجرياً سابقاً في منشأة الغاز في عين امناس بولاية إليزي (جنوب شرقي البلاد) شارك في عداد المجموعة المسلحة التي نفّذت الهجوم الذي انتهى بمقتل 37 رهينة أجنبية، في تلميح إلى أن هذا الهجوم الأسوأ من نوعه من البلاد ربما يكون قد جرى بناء على «معلومات داخلية». وقال الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال، في أول شرح مفصّل لملابسات ما حصل في منشأة الغاز، إن الخاطفين الذين يتبعون القيادي المحسوب على تنظيم «القاعدة» مختار بلمختار قدموا مطالب لا يمكن تلبيتها وإنهم لجأوا إلى إعدام رهائنهم برصاصة في الرأس، كاشفاً أنهم كانوا برئاسة جزائري ومصري وضموا في صفوفهم كندياً واحداً على الأقل لعب دور «المنسّق» (تحدثت تقارير عن كنديين إثنين) و11 تونسياً. وقال إن قوات الجيش قتلت 29 مسلحاً وقبضت على ثلاثة مسلحين أحياء. وجاء ذلك في وقت أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون أن بلاده ستقدم مساعدات استخباراتية لمكافحة الإرهابيين الذين هاجموا منشأة الغاز في عين أمناس، من دون أن يشير إلى تقارير عن إمكان مشاركة قوات خاصة بريطانية في عملية لتصفية زعيم الخاطفين مختار بلمختار الذي تبنى الهجوم باسم تنظيم «القاعدة». وقال كامرون امام مجلس العموم: «سنساهم بمساعدات بريطانية في مجال المخابرات ومكافحة الارهاب في جهد دولي لكشف وتفكيك الشبكة التي خططت وأمرت بالهجوم الوحشي في عين أمناس». وكام سلال اوضح ان المجموعة المسلحة التي نفّذت عملية تيقنتورين قادها الجزائري لمين بن شنب المكنّى «أبو عائشة» ومصري يُكنّى «أبو بكر المصري»، وأنها انطلقت من معقل ل «القاعدة» في مدينة «أغلهوك»، شمال مالي، وعبرت الشريط الحدودي للنيجر ثم ليبيا قبل أن تدخل الأراضي الجزائرية. وأوضح أن المجموعة «تتكون من 32 إرهابياً بينهم ثلاثة جزائريين فيما الآخرون من ثماني جنسيات» ذكر منها مصر ومالي والنيجر وكندا وموريتانيا. وكشف أن المجموعة ضمّت ثلاثة اختصاصيين في المتفجرات، وضمت 11 تونسياً. وكشف سلال أن العملية «جرى التدبير لها منذ حوالي شهرين بقيادة مختار بلمختار»، و هو زعيم من مقاتلي أفغانستان يكنى «خالد أبو العباس» و «بلعور» ويقود كتيبة «الملثمون» وأسس أخيراً كتيبة أخرى تحمل إسم «الموقعون بالدماء». وقال سلال إن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس قوات الجيش الجزائري وحفظوا خريطة منشأة الغاز عن ظهر قلب، مشيراً إلى احتمال أنهم حصلوا على مساعدة داخلية من خلال السائق النيجري السابق الذي كان يعمل فيها. وقال إن زعيم الخاطفين أعطى الأمر لمقاتليه بقتل الرهائن، مشيراً إلى أن العديد من هؤلاء قُتلوا برصاصة في الرأس. وسئل عبدالمالك سلال عن قرار بلاده السماح لطائرات فرنسية بعبور الأجواء الجزائرية في طريقها إلى شمال مالي حيث يقود الجيش الفرنسي حرباً ضد الإسلاميين المسلحين، فأجاب: «فتح المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية المقاتلة في التدخل العسكري بمالي هو قرار سيادي للدولة الجزائرية»، نافياً وجود أي ضغوطات في هذا المجال. وأوضح أن الجزائر أخذت هذا القرار «بكل سيادة» وأنها «إمتثلت في ذلك للشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن حول الوضع في مالي». وأضاف أن الجزائر «دولة ذات سيادة ولن تقبل أن تمارس عليها ضغوط من أي كان». لكنه أيضاً شدد على موقف بلاده الرافض لأن تشارك مباشرة في الحرب في مالي، امتثالاً للدستور ولعقيدة الجيش الجزائري. وقال: «الجزائر لن ترسل أي جندي إلى التراب المالي وستعمل على حماية حدودها».