تحدث ديفيد غورديانيسكي الرئيس التنفيذي لشركة «آنكورفري»، عن خطوة من المرجح أن تكون لها انعكاسات عالمية، إذ تتحقق «هيئة التجارة الفيدرالية الأميركية» من تطبيقات يعتقد أنها تنتهك الخصوصية عبر تتبع سلوك من لا يبدون حذراً كافياً أثناء تجوالهم على الانترنت، خصوصاً من الشباب. ومن شأن خطوة «هيئة التجارة الفيدرالية الأميركية» أن تدفع نحو صوغ مبادئ توجيهية أشدّ صرامة وأكثر شفافية، بشأن السياسة المُتّبَعَة في مسألة الخصوصية. وتوقّع غورديانيسكي أن ينعكس هذا الأمر على مواقع الترفيه الإلكتروني للأطفال، مثل «ديزني» و «كارتون نت وورك» و «روڤيو» وغيرها، إضافة الى أنه يعود بالفائدة على الجمهور الرقمي الواسع، بفئاته العمرية كافة. وعلى رغم هذا التطوّر الإيجابي، نصح غورديانيسكي الجمهور باتخاذ جانب الحيطة والحذر، مُشيراً إلى أن الإجراءات الحكومية تستغرق وقتاً طويلاً كي توضع موضع التنفيذ، ولذا يصبح من الضروري اتخاذ خطوات استباقية من قِبَل الأفراد لحماية أنفسهم وأطفالهم. وشدّد على المنحى عينه بالقول: «إن الرقابة الصارمة المتزايدة، وسياسات الفلترة التي تنتهجها الشركات، تؤثر على قدرة العمال على الوصول إلى المواقع الشعبية مثل «فايسبوك» و «تويتر» و «يوتيوب»، أثناء وقت العمل. وتضع خطوة «هيئة التجارة الفيدرالية الأميركية» الشركات والمؤسسات أمام تحدّ آخر يتمثّل في السماح للعاملين والموظّفين بجلب هواتفهم الذكية وحواسيبهم اللوحية إلى أمكنة العمل. وكذلك لفت غورديانيسكي إلى أن مفهوم «مكافحة الفيروسات»، إذا كان مرادفاً للأمن على الإنترنت، لن يصبح قادراً على الحماية من التهديدات الإلكترونية التي يواجهها الجمهور وأجهزته. وقال: «في الماضي، كانت برامج مكافحة الفيروسات توزن بالذهب، لأنها تضمن لنا أمن أجهزتنا، واعتبرت كافية في حد ذاتها. ومع دخول زمن «حوسبة السحاب» Cloud Computing علينا من الباب الواسع، بات ضرورياً الاستغناء عن هذه الأفكار، بل بات علينا أن نلقي بها من النافذة. والآن، فإن تأمين التفاعل عبر الإنترنت والتصفح عبر حلول «سحابية» أمنية مشفّرة، يعتبر مطلباً وقائياً أساسياً. وببساطة، فإن هذا النوع من الإجراءات هو الذي ربما أعطى حماية معقولة، بالترافق مع تقليل الحاجة إلى البرامج الرقمية التقليدية في مكافحة الفيروسات الإلكترونية. واستطرد قائلاً: «هناك جيل جديد من الشركات يعمل على تطوير نموذج في أمن المعلومات، بالاستناد إلى مفهوم يعطي الأولوية لحماية الأفراد أنفسهم، مُقدّماً هذا الأمر على حماية الأجهزة والنظُم والتطبيقات وغيرها. يستند هذا النموذج على التوجّه «لحمايتك»، ما يعني أن كل تفاعل تقوم به على جهازك المحمول أو حاسوبك الشخصي، يجب أن يخضع للحماية. وحتى وقت قريب، اتّجه تفكير اختصاصيي الأمن المعلوماتي إلى التركيز على حماية أجهزة الكومبيوتر. وفي عام 2012، أدرك كبار العاملين في الأمن المعلوماتي ضرورة حماية الأجهزة المحمولة أيضاً. وفي عام 2013، الأرجح أن يجري التركيز في أساليب الوقاية معلوماتياً عبر الإنترنت، على حماية طريقة نفاذ المستخدم الى الشبكة العنكبوتية الدولية، بغض النظر عن المنصة أو الجهاز الذي يستخدمه في عملية نفاذه الى هذه الشبكة».