رام الله - أ ف ب، رويترز - أعلن كل من الرئيس محمود عباس ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أمس انه ستتم دعوة المجلس الوطني الفلسطيني لعقد جلسة غير عادية في 26 و27 آب (أغسطس) الجاري في رام الله في الضفة الغربية. وقال عباس في كلمة ألقاها في افتتاح أول جلسة للمجلس الثوري الجديد المنتخب لحركة «فتح» في مقر الرئاسة في رام الله: «اتخذت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قراراً السبت بدعوة المجلس الوطني الفلسطيني الى الانعقاد في جلسة غير عادية في أسرع وقت ممكن». بدوره، قال سليم الزعنون: «سأوجه الدعوة الى جلسة غير عادية للمجلس الوطني في 26 و27 الشهر الجاري هنا في مقر الرئاسة في رام الله». وأضاف: «أكثر من 80 في المئة من أعضاء المجلس الوطني موجودون الآن في الأراضي الفلسطينية خصوصاً في رام الله» حيث شارك عدد كبير منهم في المؤتمر السادس لحركة «فتح» الذي اختتم أعماله السبت الماضي في بيت لحم. وتوقع الزعنون حضور أكثر من 350 عضواً من أصل أقل من 500 عضو، موضحاً ان الهدف من الجلسة الطارئة استكمال نصاب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والهيئة القيادية للمنظمة في ظل عدم انعقاد المجلس الوطني. وأشار الى ان نصاب اللجنة التنفيذية هو الثلثين من اصل 18 عضواً، موضحاً ان وفاة عضو اللجنة التنفيذية سمير غوشه قبل أسبوع جعل تحقيق النصاب صعباً لأن عدد المتوفين بات ستة أعضاء، منهم الرئيس الراحل ياسر عرفات. وأوضح الزعنون: «على رغم الانقلاب الذي قامت به حركة حماس، فانني سأوجه الدعوة الى أعضاء المجلس الوطني من حماس البالغ عددهم 80 عضواً». لكنه توقع «عدم حضور أعضاء حماس بل ومنعهم للأعضاء من الفصائل الأخرى من غزة من الحضور الى رام الله للمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني». وأوضح ان «نصاب الجلسة الطارئة يتحقق بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية وهيئة رئاسة المجلس الوطني ومن يستطيع الحضور». ويعتبر المجلس الوطني الفلسطيني برلمان منظمة التحرير ويضم نحو 500 عضو. وكان آخر مجلس وطني عقد في غزة عام 1996، فيما عقدت جلسة غير عادية للمجلس الوطني في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1998 في غزة بحضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لإلغاء ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية الذي كان يدعو الى إزالة إسرائيل من الوجود. من جانبه، قال عباس في كلمة له بداية الاجتماع: «هذا اجتماع غير رسمي للجنة المركزية والمجلس الثوري. وسيكون الاجتماع الرسمي عند استكمال الأعضاء لتوزيع المهام». ويتعين على الرئيس الفلسطيني ترشيح ثلاثة أشخاص لعضوية اللجنة المركزية و25 من الكفاءات العسكرية والمدنية لعضوية المجلس الثوري. وشدد عباس على أهمية استكمال عدد أعضاء اللجنة التنفيذية، فقال: «اللجنة التنفيذية قررت عقد اجتماع طارئ للمجلس الوطني لاستكمال عضوية اللجنة التنفيذية التي هي قضية مفصلية». وأضاف: «نحن في صراع مع حماس، لكننا لا نستطيع أن ننكر وجودها، ونحن مصممون على إنجاح الحوار الوطني». وأضاف: «تلقيت اليوم رسالة من مصر (في خصوص الحوار)، قلت لهم إننا جاهزون ومستعدون ولدينا أفكار سنطرحها عليهم». وتحدث عباس عن الأوضاع التي شهدها قطاع غزة بعد يومين من المواجهات الدامية بين الأجهزة الأمنية التابعة ل «حماس» وعناصر إسلامية متشددة من تنظيم «جند أنصار الله»، وقال: «مقارنة صغيرة بين ما يجري في الضفة الغربية وما يجري في غزة، مع الأسف الفوضى والفلتان والاشتباكات والقتال والضحايا التي وقعت في غزة بسبب الانقلاب الأسود يجعلنا ويجعل أي إنسان لا يرى أن هناك إمكانية للمقارنة بين ما يجري هنا وهناك». وأضاف: «حريصون كل الحرص على استتباب الأمن ... هناك من يتحدث عن الإسرائيليين والأمن الإسرائيلي... (المنسق الأميركي كيث) دايتون وغير دايتون. نحن نعمل من اجل شعبنا وأجهزتنا تقوم بهذه المهمة خير قيام. سنستمر في هذه السياسة ولن نغيرها ولن نخضع للابتزاز».