يتوقع ان يرفع المحتجون على سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي سقف مطالبهم فقد أعلنت لجان التنسيق انها ستطالب باستقالته وأطلقت على تظاهرة بعد غد إسم جمعة «ارحل». وجاء في بيان للجان الشعبية امس أنها تستعد للتظاهر في الانبار ونينوى والفلوجة وصلاح الدين وسامراء وبغداد وعدد من المحافظات الأخرى. وأضاف البيان ان «الاستعدادات جارية على قدم وساق لانطلاق تظاهرات حاشدة ضد سياسات المالكي فالدماء التي سالت في ارض الفلوجة وفي ميادين العزة والكرامة دماء طاهرة زكية ونحمل رئيس الوزراء، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، المسؤولية الكاملة عن تلك الأحداث وعدم استجابته للمطالب المشروعة للحراك السلمي واختلاقه الأزمات». وأوضح ان «اطلاق تسمية جمعة ارحل يأتي للمطالبة بإقالة المالكي واستبداله بغيره وذلك لعدم صلاحيته في التعامل مع شعبه، لأن الذي يطلق النار على شعبه لا يستحق ان يكون حاكماً»، وحذر القوات الأمنية من مواجهة المتظاهرين. وقال الشيخ محمد الخالد، وهو احد شيوخ عشائر البوعيسى في الفلوجة في اتصال مع «الحياة» امس ان «اللجان الشعبية القائمة على تنظيم التظاهرات في المدينة وفي الانبار عموماً سترفع شعار ارحل خلال تظاهرات الجمعة لأن المالكي اثبت عدم جديته في تنفيذ مطالب المتظاهرين». ولفت الى ان «الجمعة سيشهد حضوراً واسعاً يفوق اعداد المتظاهرين في السابق وسيقام تأبين لسبعة متظاهرين الجمعة الماضي». وزاد ان «شيوخ العشائر ورجال الدين والمتظاهرين اطلعوا على حجم الاتهامات التي وجهت الى الانبار وأبرزها مزاعم وكيل وزارة الداخلية الذي قال إن مسلحين من القاعدة وتنظيمات رجال الطريقة النقشبندية دخلوا إلى المحافظة وأقاموا استعراضاً عسكرياً، فيما اعلن نائب رئيس الوزراء ان اثنين من قتلى التظاهرات من القاعدة، ما أثار حفيظة الفلوجة». الى ذلك، اتهم الامين العام للحزب الاسلامي إياد السامرائي «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي بمحاولة «تزوير الحقائق لإثارة مخاوف المتظاهرين الذين لم يرفعوا لافتات تستهدف ائتلاف دولة القانون كي يقوم بمهاجمتهم»، ونفى أن يكون الحزب وراء تنظيم التظاهرات في عدد من المحافظات. وقال السامرائي، في بيان امس إن «التظاهرات كانت اعتراضاً على السلطة ولم نر فيها لافتات تستهدف ائتلاف دولة القانون»، متهماً نواب الإئتلاف ب «مهاجمة المتظاهرين وتزوير الحقائق والادعاء لشحن الأجواء». واعتبر هجومهم على المتظاهرين «محاولة لخداع الجماهير وتشويه صورة التظاهرات وتحويلها من مطالبات شعبية إلى مناورات حزبية». وأكد أن «هناك محاولات واضحة لإثارة المخاوف في أوساط المتظاهرين لكن الجماهير أذكى من الذي يحاول أن يخدعها». الى ذلك، أكد مصدر قريب من الشيخ عبد الملك السعدي المعروف بحظوته عند المتظاهرين في الانبار ل «الحياة» امس ان أنه شدد على ان تكون تظاهرة الجمعة سلمية وان لا يحمل المتظاهرون اي سلاح حتى وان كان آلة جارحة. وأضاف ان السعدي «أبدى امتعاضه اخيراً من سلسلة اتهامات ساقها مقربون من الحكومة ضد تظاهرات الانبار لكنه مصري على سلميتها رغم الاستفزازات العلنية». في الموصل وصل المبعوث الدولي في العراق مارتن كوبلر الى المدينة امس وعقد اجتماعاً مغلقاً مع مجلس المحافظة تناول المطالب الاساسية للتظاهرات في المدينة، وأجرى لقاءً مع عدد من ممثلي المتظاهرين الذين أكدوا عدم رضاهم على الحكومة. وقال في مؤتمر صحافي امس إن «زيارتي للموصل تهدف للقاء المتظاهرين ونقل مطالبهم إلى بغداد والجلوس مع الحكومة لتقريب وجهات النظر»، مؤكداً أن «دور الأممالمتحدة في العراق يقتصر على الوساطة بشكل حيادي». وطالب كوبلر الحكومة والمتظاهرين ب «ضبط النفس لمنع انتقال أحداث الفلوجة إلى محافظات أخرى وضرورة أن تكون التظاهرات سلمية»، وطالب الجهات الرسمية ب «إعارة مطالب المتظاهرين الأهمية القصوى وحمل تلك المطالب على محمل الجد». وحملت كتلة «العراقية» حادث مقتل متظاهري الفلوجة، وطالبت رئيس الوزراء ووزير الدفاع سعدون الدليمي باعتقال العسكريين الذين اطلقوا النار على المتظاهرين. وقال رئيس الكتلة النائب سلمان الجميلي إن «القائمة تحمل الحكومة الاميركية مسؤولية استهداف المتظاهرين في الفلوجة لأن السلاح المستخدم كان اميركياً»، وأوضح أن «الولاياتالمتحدة تشترط عند بيع السلاح الى دولة ما عدم استخدامه ضد المتظاهرين». وأكد الجميلي أن «قيادة عمليات الانبار اثبتت أن الجيش أطلق النار باتجاه المتظاهرين، من دون صدور أوامر من القيادات العليا».