تسعى الحكومة العراقية إلى امتصاص زخم التظاهرات في الأنبار وعدد من المدن التي دخلت امس يومها السادس عشر، باستخدام مؤيديها ومجالس الإسناد العشائرية لتنظيم تظاهرات مقابلة. إلى ذلك، دعا رجل الدين السني عبد الملك السعدي الذي يلتف حوله المتظاهرون في الأنبار إلى الاستمرار في الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب، وحذر من استغلالها من سياسيين أو مخربين. وواصل الآلاف التظاهر في الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى امس لليوم السادس عشر على التوالي، وعبروا عن غضبهم من عدم تجاوب الحكومة مع مطالبهم وأبدوا استياءهم من الكتل السياسية التي قاطعت جلسة البرلمان أول من امس. وقال منذر المحمود، عضو لجنة تنسيق التظاهرات في الأنبار في اتصال مع «الحياة» امس إن «الآلاف من أهالي المدينة واصلوا التجمع على الطريق الدولي قرب جسر البوفراج من دون مضايقات من قوات الأمن ولم تحدث خروق». وأضاف أن «شعارات المتظاهرين اليوم (امس) تضمنت الاستياء الشديد من الحكومة المركزية لعدم تجاوبها مع مطالب المتظاهرين، على رغم مرور اكثر من أسبوعين على انطلاقها. وأبدوا استياءهم من الكتل السياسية التي قاطعت جلسة البرلمان امس، خصوصاً كتلة دولة القانون». ولفت إلى أن «مطالب المتظاهرين الأخرى هي نفسها التي أعلنت منذ بدء التظاهرات وتتركز على إطلاق المعتقلات والمعتقلين الأبرياء وإلغاء المادة 4 إرهاب وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة». في الموصل فرقت قوات الجيش صباح امس عدداً من المتظاهرين المتوجهين إلى ساحة الأحرار، لكن المحافظ أثيل النجيفي وثلاثة من أعضاء مجلس المحافظة أعادوا فتح الساحة أمام المتظاهرين، ودعا المتظاهرين إلى الادعاء على قوات الأمن. إلى ذلك، دعا رجل الدين عبد الملك السعدي إلى الاستمرار في التظاهر، وحذر من اندساس السياسيين والمخربين فيها. وقال السعدي في بيان امس رداً على الأنباء التي أفادت عن عدم دعمه للتظاهرات في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار: «بارك الله لكم اعتصامكم وأوصيكم بعدم تجيير التظاهرة لأحد حياً كان أو ميتاً». وأضاف «أتوجه إلى إخواني في الفلوجة أن لا يتركوا للمرجفين سبيلاً في التهم والكذب والافتراء وما نشر من أني احذر من الاتصال بكم فهو من أكاذيب شيطان الأنس». وزاد أن «ما أردته هو عدم تعليق تظاهرات الفلوجة وعدم دمجها مع تظاهرات الرمادي، فليتظاهر الكل في بلدته ولا سيما الفلوجة فلها وزنها الثقيل في التظاهر والمطالبة». وحذر المتظاهرين من «المخربين والسياسيين أن يندسوا بينكم ليجيروا جهدكم لصالحهم أو صالح أحزابهم واستمروا في المطالبة التي تحمل أخلاق المسلم وإياكم والغرور فإنه يحبط الأعمال، وفقكم الله وحقق مطالبكم». في موازاة ذلك تظاهر المئات في بغداد امس في منطقة البياع تأييداً للحكومة ولرئيس الوزراء نوري المالكي ورفعوا شعارات تدين الطائفية وعودة حزب البعث. وتستعد محافظة المثنى جنوب البلاد اليوم لتنظيم تظاهرة مؤيدة للحكومة. وأفاد مدير الإعلام في المحافظة احمد المطوكي بأن «التظاهرة ستجري في أقضية ونواحي المحافظة وستندد بعودة البعث والتكفيريين». ويتوقع أن تشهد محافظة كربلاء (مسقط رأس المالكي) اليوم أيضاً تظاهرة لتأييد الحكومة، بمشاركة شيوخ ووجهاء عشائر. ودعا محافظ النجف عدنان الزرفي إلى تظاهرة شعبية الجمعة المقبل تأييداً للمالكي، ووصفه بأنه «رجل المرحلة استطاع فرض القانون ومكافحة الإرهاب». وقال الزرفي في بيان امس إن «تظاهرة شعبية ستنطلق في العاشرة يوم الجمعة المقبل قرب مجسرات النجف تأييداً لرئيس الحكومة وستضم وجهاء وشيوخ عشائر ومثقفين وأساتذة جامعيين وعدداً كبيراً من شريحة الشباب والطلاب». وأوضح أن «المالكي أثبت أنه رجل المرحلة استطاع فرض القانون ومكافحة الإرهاب»، وأكد أن «التظاهرات حق يكفله الدستور شرط أن لا يتحول إلى عصيان مدني وقطع للشوارع العامة». ومن المقرر أن تشهد بغداد السبت تظاهرة لمؤيدي المالكي يستعد لها «ائتلاف دولة القانون». من جهة أخرى، أفاد مصدر في هيئة المصالحة الوطنية، طلب عدم الإشارة إلى اسمه، في اتصال مع «الحياة» امس بأن «مكاتب الهيئة المنتشرة في كل المدن والمحافظات تتصل بممثلي التظاهرات في الأنبار والموصل وتكريت وكركوك وديالى لتسلم مطالبهم». وأوضح أن «مجالس الإسناد العشائرية وشيوخ عشائر يجرون اتصالات مع ممثلي التظاهرات لمنع حصول خروق أو رفع شعارات طائفية».