مشروع صحافي – أكاديمي يصدر في الجامعة اللبنانية – الأميركية في بيروت على شكل جريدة يومية يحررها الطلاب ويديرونها بتمويل مباشر من الجامعة، من دون أي رقابة.بحماسة بالغة تروي منى داود قصّتها مع جريدة «دايلي تريبيون» Daily Tribune اليومية الجامعية، وخبرتها في المشاركة في تحرير هذه الجريدة وإصدارها. وكانت منى اختارت المشاركة في إصدار الصحيفة حتى قبل اختيارها اختصاص الصحافة في الجامعة اللبنانية - الأميركية في بيروت. ولاحقاً، باتت مشاركتها في تحرير الجريدة الجامعية إجبارية، كونها جزءاً من صفوف مادّة «ورشة عمل الصحافة» ضمن المنهج الدراسي لاختصاص الصحافة في الجامعة. تقع «دايلي تريبيون» في 12 أو16 صفحة، ولا يختلف شكلها الخارجي عن شكل الجرائد الصادرة باللغة الانكليزية، ما عدا إصدارها يومياً من قبل طلاب جامعيين. الصفحة الأولى غالباً ما تتصدّر في قسمها الأعلى صورة كبيرة ملوّنة، ثمّ في المساحات الباقية من الصفحة عناوين وصور يكبر ويصغر حجمها بحسب أهميتها، ونصوص تتابع في الصفحات الداخلية، المخصّصة للشؤون اللبنانية المحلية والأخبار الدولية، للرأي والمقالات، للنشاطات والأحداث الثقافية في بيروت، للاقتصاد والأعمال، للرياضة... والتسلية. ورشة فعلية «دايلي تريبيون» حديثة الولادة، إذ أنّ إصدارها بدأ في خريف عام 2007 بمعدّل خمسة أعداد في الأسبوع (من الاثنين إلى الجمعة) من قبل 20 محرّراً ومحرّرة، وهو عدد طلاب صف مادة «ورشة عمل الصحافة»، مع بعض المساهمين ممن يرغبون في المشاركة. وكما هو اسم المادّة الجامعية، فإن إصدار الصحيفة يعتبر «ورشة عمل» فعلية، تتطلّب جهداً يومياً هائلاً وسرعةً في الإنتاج، يضاف إليها إتقان للعمل. أمّا الهدف من الصحيفة، فهو تمرين الطلاب على كتابة المقالات والتحقيقات الصحافية وإنتاج جريدة شاملة متكاملة فيها كل أنواع المواضيع الصحافية... والتي تتخطّى أخبار الجامعة اللبنانية الأميركية وطلابها، على رغم ان انتشارها يقتصر على حرم الجامعة فقط، إذ توزّع 400 نسخة منها يومياً من الاثنين إلى الخميس، على شكل نسخ Photocopy بالأبيض والأسود. أمّا نهار الجمعة، فتوزّع الجريدة من قبل شركة توزيع صحف إلى طلاب حرمَيْ الجامعة في بيروت وجبيل، بعد طبعها في مطابع إحدى الصحف اللبنانية. حينها، تصدر بالألوان ويكون عدد النسخ المطبوعة منها 3000 نسخة. الخطأ مقبول بل مطلوب الوقوع فيه الأخبار والتحقيقات في الجريدة مصدرها وكالة «رويترز» الدولية الأنباء التي يحصل منها الطلاب على المعلومات والصور بموجب اشتراك أمنته الجامعة لتزويدهم بالأخبار. إلى جانب تعويلهم على شبكة الانترنت ووكالات الأنباء التي تُستقى الأخبار والصور منها مجّاناً مثل وكالة الأنباء الكويتية KUNA. بالنسبة الى الأخبار المحلية اللبنانية وصورها، فهنالك صعوبة في الحصول عليها لأنّه ليس للجريدة مراسلون في المؤسسات مثل مجلس النواب وغيرها. لذا على الطلاب انتظار صدورها في وسائل الإعلام للحصول عليها. أمّا اجتماعات التحرير، فيومية يُقسّم خلالها العمل على الطلاب الّذين تناط بكلّ اثنين أو ثلاثة منهم مسؤولية صفحة واحدة خلال الفصل الدراسي الكامل. في حين توزّع مسؤوليتا رئاسة التحرير وإدارة التحرير على طالبيْن بالانتخاب أو بالمناوبة. وأحياناً ما يحضر اجتماعات التحرير الأستاذ المشرف على إصدار الجريدة الدكتور رمزي معلوف، مدرّس مادّة «ورشة العمل الصحافية». ويشدّد معلوف على ضرورة ارتكاب الطلاب المحرّرين الأخطاء في عملهم في المطبوعة، مع إصراره على محاسبتهم على هذه الأخطاء بعد صدورها في الجريدة بهدف تعلّمهم منها. لهذه الأسباب لا يكون حضوره الاجتماعات التحضيرية دائماً، كي لا يتم تفادي وقوعهم في الخطأ في شكل دائم بفضل تعليماته ومراقبته. ويتولى الطلاب أيضاَ إخراج الجريدة وتصميمها، ما يساعدهم على تعلّم تحديد الأولويات في الأخبار. أما الموازنة السنوية للطباعة، فهي 6 آلاف دولار تخصصها إدارة الجامعة للطباعة، بحسب تأكيد معلوف. حرية مفتوحة هامش الحرية المعطى للطلاب الصحافيين واسع، إذ يرى معلوف أنّ «كل طالب يكتب ما يريد ويكون مع من يريد. وفي حال اعتراض أحدهم على أي رأي أو مقال في عدد ما، فله الحق بالرد على هذا الرأي في العدد التالي. بينما الجريدة ككل يجب ألا يكون لها صبغة معيّنة، وهذا ما يفهمه الطلاب جيداً، فيعرفون ما قد يضر بها». ويؤكد حرص الجامعة على ان تحافظ الصحيفة على صدقيتها، معتبراً ان الطلاب يوفَّقون بذلك، و «الأمر ليس صعباً». وفي هذا السياق، تنوّه داود بالجريدة معتبرةً إيّاها «فرصتي الوحيدة للتعبير عمّا أريد قوله من دون موانع. أقول ما أريد... وأفعل ما أريد». حقل اختبار تعتبر «دايلي تريبيون» حقل اختبار يراكم فيه الطلاب خبرات قد يستفيدون منها خلال ممارستهم مهنة الصحافة بعد تخرّجهم. وهذا ما توافق عليه بيان عيتاني، إحدى الطالبات اللواتي شاركن في إصدار الجريدة سابقاً: «أعطتني الجريدة الثقافة وعلّمتني العمل الصحافي وتحمّل المسؤولية وصقلت شخصيتي. إذ استفدنا كطلاب كما أفدنا الجامعة عبر نقل الصورة الحقيقية عنها ونقل أخبارها». يذكر ان «دايلي تريبيون» تصدر خلال فصل الخريف الدراسي، في حين تصدر في فصل الربيع مجلّة شهرية باسم LAU Tribune ، واستُحدثت المجلّة انطلاقاً من حاجة طلاب الصحافة إلى اختبار كتابة المقالات والمواضيع الصحافية الشهرية التي تتطلّب عملاً ووقتاً أكبر من المواضيع اليومية السريعة. ويرى معلوف ان «الجريدة تساعد الطلاب كثيراً إنّما ليس كلياً، لأنّ نمط العمل في الجرائد مختلف والمستوى المطلوب فيها مختلف أيضاً»، مشدّداً على اختلاف الكتابة أيضاً بين الانكليزية والعربية.