تعرضت احياء حمص المحاصرة في وسط سورية أمس لقصف عنيف من القوات النظامية، في ظل استمرار الاشتباكات بين هذه القوات وبين مقاتلين معارضين في غرب المدينة لليوم الخامس على التوالي، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، تحدثوا ايضاً عن مقتل 73 شخصاً خلال خمسة ايام من الاشتباكات في حمص. في موازاة ذلك، حقق «الجيش السوري الحر» مكاسب ميدانية امس بمحافظة درعا، حيث سيطر على كتيبة ببلدة النعيمة وعلى حاجز أبو بكر الصديق في درعا البلد، وحاجز ابن كثير في بصر الشام، واستولى إثر ذلك على أسلحة ومعدات ثقيلة بعد تدمير عدد من الآليات التابعة للقوات النظامية. يأتي ذلك فيما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 60 شخصاً قتلوا في سورية امس. وعن المعارك في حمص، قال المرصد: «تتعرض احياء حمص المحاصرة للقصف من القوات النظامية»، بعد ان كان أشار صباح أمس الى «مقتل سبعة رجال بينهم ستة مقاتلين خلال اشتباكات ليلاً مع القوات النظامية وقصف على حي جوبر». وذكر ان «القوات النظامية حاولت فرض سيطرتها على اطراف مدينة حمص». وأوضح المرصد ان 73 شخصاً قتلوا في الاشتباكات منذ الاحد الماضي والتي تتركز في حيي جوبر والسلطانية «التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليهما». وأوضح ان بين القتلى 42 مدنياً هم 12 رجلاً وتسع نساء وخمسة اطفال، و16 مقاتلاً معارضاً، و31 عنصراً من قوات النظام». وفيما تستمر الاشتباكات، ينفذ الطيران الحربي غارات جوية على هذه المناطق كما تقصف قوات النظام احياء حمص القديمة والخالدية المحاصرة منذ اشهر. وقالت الهيئة العامة للثورة من جهتها في بريد الكتروني إن «قوات النظام تقصف بشكل عنيف بالمدفعية الثقيلة على حمص وسط اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في الجهة الغربية اثر محاولة قوات النظام اقتحام المدينة». وندد «المجلس الوطني السوري»، احد ابرز مكونات المعارضة السورية، في بيان اصدره ليل الأربعاء - الخميس ب «تصعيد النظام السوري هجمته الوحشية المنهجية على مدينة حمص وريفها بهدف تهجير الأهالي على أسس طائفية لتحقيق ما يعتقد أنه انتصاره النهائي على حمص، قلب ثورة الكرامة والحرية السورية». وأضاف البيان ان «النظام يستخدم لتحقيق هدفه الاجرامي هذا أبشع الأساليب التي يمكن ان تستخدم ضد مجتمع بشري: القصف بالأسلحة الثقيلة والحصار المطبق ومنع جميع سبل الحياة من الغذاء والدواء والخدمات الأساسية واطلاق العصابات والميليشيات الطائفية الحاقدة لتعيث فساداً وقتلاً وهتكاً للأعراض، ويتوج كل ذلك بالمذابح الجماعية التي افرغت احياء وقرى بشكل كامل من سكانها». ودعا المجلس «الشعب السوري الى هبة وطنية لنجدة حمص على كل الصعد» و «الجيش الحر في كل انحاء سورية لمد يد العون العسكري لرفاقهم في حمص بالعتاد والرجال»، و «جميع هيئات الاغاثة لاعطاء اهالي حمص المحاصرين والمشردين أولوية مطلقة في المساعدة». وبثت على موقع «يوتيوب» على شبكة الانترنت مشاهد فيديو تظهر طائرة حربية تحلق فوق حي جوبر، وفق ما يقول التعليق على الشريط، وتلقي عدداً من القنابل التي تنفجر بعد ثوان، وتتصاعد اعمدة دخان رمادية وسوداء كثيفة من المدينة. ويتكرر المشهد نفسه تقريباً فوق مدينة داريا في ريف دمشق، وفق ما اظهر شريط فيديو آخر. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان داريا تعرضت ايضاً ل «قصف عنيف بالطيران الحربي والدبابات وراجمات الصواريخ»، مشيرة الى «تعزيزات عسكرية من مطار المزة العسكري في اتجاه المدينة في محاولات لليوم الواحد والسبعين على التوالي للسيطرة عليها». وأفاد المرصد عن غارات ايضاً على بلدة عقربا في ريف دمشق «بالتزامن مع استمرار القصف بالدبابات على البلدة ومحيطها من القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها». وطاول القصف المدفعي والجوي مناطق اخرى في ريف دمشق. وفي محافظة درعا (جنوب)، تعرضت بلدة بصر الحرير لقصف بالطيران الحربي، فيما يشهد محيطها اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية مستمرة منذ ايام، وفق المرصد. كما أفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات النظام قصفت حي القاطرجي والنيرب بمدينة حلب بالمدفعية. كما استهدفت مدفعية الجيش النظامي مدن الباب وحيان ودير حافر ورتيان بريف حلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدات إعزاز وحريتان وبيانون وكفر حمرة وحيان وعندان في حلب تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى إلى أضرار مادية، وتحدثت أنباء عن سقوط جرحى. إلى ذلك، ظهر في لقطات حصلت عليها رويترز دمار لحق بقرية كال جبرين شمالي حلب بعد هجوم صاروخي عليها أول من أمس أسفر عن مقتل 12 شخصاً. وقال احد السكان إن الصاروخ سقط حوالى الساعة السادسة و15 دقيقة الأربعاء وأصاب أربعة منازل مضيفاً أن 12 شخصاً لاقوا حتفهم. وأضاف أن القرية يقطنها نحو 16 ألف شخص لكن العدد زاد إلى 25 ألفاً خلال الأزمة في سورية. ومضى قائلاً إن الصاروخ سقط فجأة وأحدث انفجاراً ضخماً هز القرية بالكامل والقرى المجاورة أيضاً. وافاد المرصد أن حي الحويقة في مدينة دير الزور شرق البلاد تعرض للقصف من قبل القوات النظامية صباح امس، ورافقته اشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية في عدة أحياء من المدينة. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أول من أمس 109 اشخاص، بينهم 42 في عمليات قصف ومعارك في محافظة حلب، وفق المرصد السوري.