قتل 5 من مسلحي حركة «طالبان» الأفغانية و3 شرطيين وجرح 18 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، في مواجهات استمرت نحو 8 ساعات وتلت اقتحام المسلحين مبنى تابع لشرطة المرور يضم مركز تدريب اميركياً في منطقة دهمازانغ بالعاصمة كابول، ويقع قرب مقر البرلمان وطريق يقطعه النواب لدى توجههم الى عملهم. وصرح قائد الشرطة في كابول، محمد ايوب صلنجي، بأن الهجوم المنسق بدأ بتفجير انتحاري سيارة مفخخة، قبل ان يحاول 4 آخرون دخول المبنى، فقتل اثنان منهما على الفور وواصل اثنان آخران من داخل المبنى اطلاق النار لساعات على قوات الامن. ثم وصلت عناصر الوحدات الخاصة التابعة للشرطة، واردتهما من دون ان ينجحا في تفجير سترتيهما المفخختين». وأعلن ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان»، مسؤولية الحركة عن الهجوم الذي زاد احتمال سعي المتمردين الى اختبار قدرة القوات الحكومية في كابول، بعد سلسلة هجمات كبيرة على أهداف غربية العام الماضي، وقال: «اقتحم عدد كبير من الفدائيين المبنى في دهمازانغ، والحقوا خسائر فادحة بالعدو». وصرح العميد غونتر كاتز، الناطق باسم الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان: «واضح انه كلما أصبحت القوات الأفغانية في المقدمة، كلما زاد استهداف المتمردين لها»، علماً ان الهجوم جاء بعد اقل من اسبوع على استهداف انتحاريين من «طالبان» مقر وكالة الاستخبارات الافغانية في كابول، ما ادى الى مقتل حارس على الاقل وجرح عشرات المدنيين، فيما قتل المهاجمون الستة، وكذلك تنفيذ محاولة فاشلة لاغتيال مدير وكالة الاستخبارات أسد الله خالد. ويؤكد ذلك استمرار الأخطار الأمنية في كابول تتعرض لهجمات باستمرار، رغم اعلان «الأطلسي» الذي ارسل عدداً قليلاً من جنوده الى موقع الهجوم، ان عملياته أضعفت «طالبان». كما لا تزال الحركة تنشط في معاقل جنوبافغانستان وشرقها. وقال مسؤول حكومي رفض نشر اسمه: «هذا النوع من الهجمات مع بداية السنة يشير الى ان الشهور المقبلة ستكون صعبة»، مضيفاً: «تريد طالبان ابراز وجودها عبر ضرب كابول.» الى ذلك، أعلن «الناتو» مقتل 3 من مسلحي «طالبان»، بينهم قيادي في «شبكة حقاني»، واعتقال 4 آخرين في 3 عمليات مشتركة مع القوات الحكومية خلال الساعات ال 24 الأخيرة في ولايتي قندوز ولوغار. على صعيد آخر، كشف تقرير اصدرته بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان (يوناما) ان ممارسات تعذيب معتقلين يشتبه في تورطهم بالصراع في افغانستان «ما زالت مستمرة رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة والشركاء الدوليين لمكافحتها، وتعد أحد أكبر مصادر القلق في سجون البلاد». وبني التقرير على مقابلات أجريت مع 635 معتقلاً، وزيارات ل 89 مركز اعتقال في 30 ولاية على مدى سنة بدءاً من تشرين الأول (اكتوبر) 2011. وأظهر تعرض أكثر من نصف هؤلاء المعتقلين لإساءة معاملة وتعذيب، خصوصاً في 34 منشأة تابعة للشرطة الوطنية والمديرية الوطنية للأمن (الاستخبارات). وأورد التقرير ان «نسبة حوادث التعذيب في منشآت الشرطة زادت من 35 الى 43 في المئة، لكن المعدل انخفض 12 في المئة بين المعتقلين في منشآت المديرية الوطنية للأمن»، مؤكداً الحاجة العاجلة الى ادخال صلاحات في قطاعات القضاء والنيابة وتطبيق القانون. وقدم التقرير 64 توصية للحكومة والشركاء الدوليين، بينها وضع آلية وطنية مستقلة لمنع التعذيب. ووصف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في افغانستان يان كوبيس نتائج الدراسة بأنها «قلقة جداً»، مشيراً الى ان كابول اكدت مرات التزامها حقوق الإنسان وبنود القانون الداخلي حولها. وفي باكستان، قتل عنصران من قوات حرس الحدود وجرح 9 آخرون في انفجار قنبلة جرى التحكم بها من بعد لدى عبور آلية استقلوها في اقليم مهمند القبلي (شمال غرب). كذلك، قضى رجلا أمن وجرح آخران في هجوم مسلح استهدف آليتهم في إقليم خيبر (شمال غرب)، وسقط 7 أشخاص على الأقل في حوادث اطلاق نار بانحاء مختلفة من مدينة كراتشي (جنوب) التي تشهد منذ فترة عمليات تصفية بين أحزاب سياسية متنافسة وعصابات، وانفلاتاً أمنياً أسفر عن سقوط مئات من القتلى والجرحى.