شنت حركة «طالبان» أمس، هجوماً واسعاً شارك فيه عدد من انتحارييها على مطار جلال آباد شرق أفغانستان الذي يضم قاعدة للحلف الأطلسي (ناتو)، من اجل إثبات أنها لا تزال تتمتع بقدرة كبيرة على مقاومة القوات الأجنبية، قبل سنتين من الانسحاب المقرر لهذه القوات. وفجر ثلاثة انتحاريين قنابلهم، بينما أطلق ستة آخرون صواريخ وقذائف هاون على المبنى، ما أسفر عن مقتل خمسة أفغان على الأقل وجرح عدد من جنود الحلف، ما شكل حصيلة متواضعة للمعارك التي استمرت اكثر من ساعتين. وأكد الحلف فشل المهاجمين في اجتياز الحاجز الدفاعي الأمني الأول للمعسكر الخاضع لإجراءات امن مشددة، وتعرضهم لنيران مروحياتها، فيما أشار مصدر امني أفغاني إلى مقتل ستة مهاجمين ارتدوا زي الجيش الوطني بين البوابتين الأولى والثانية للقاعدة. لكن الناطق باسم حركة «طالبان» عبد القهار البلخي أصرّ على اقتحام المهاجمين المطار، وتفجير سيارتين مفخختين إحداهما عند أحد مداخله والثانية داخله، ثم إطلاقهم النار من أسلحة ثقيلة وخفيفة على جنود أميركيين. وعادت الضربة الأخيرة المماثلة التي وجهتها «طالبان» إلى الحلف، إلى أيلول (سبتمبر) في ولاية هلمند (جنوب)، حيث اقتحمت مجموعة من 15 رجلاً معسكر باستيون، ودمرت ست طائرات وبنى تحتية قبل مقتل عناصرها. أما مطار جلال آباد، فهاجمه متمردو «طالبان» مرتين هذه السنة، أولاهما بسيارة مفخخة في 27 شباط (فبراير)، حين سقط ستة قتلى وسبعة جرحى، والثانية في منتصف نيسان (ابريل) حين تعرضت البنى التحتية للمطار لهجوم اندرج ضمن سلسلة هجمات منسقة على أهداف في أنحاء مختلفة من أفغانستان، بينها العاصمة كابول. وتبذل واشنطنوكابول جهوداً كبيرة لتحقيق الاستقرار في افغانستان، قبل انسحاب غالبية القوات القتالية الأجنبية بحلول نهاية 2014 وتسليم المسؤولية الى القوات الحكومية. ويشك بعض الأفغان في قدرة القوات الحكومية على الدفاع عن البلاد في مواجهة هجمات «طالبان» بعد انسحاب القوات الأجنبية، فيما تقول حكومة الرئيس حميد كارزاي إن «القوات الأفغانية حققت تقدماً». الى ذلك، قتل 27 مسلحاً من «طالبان» واعتقل 34 آخرون في 11 عملية مشتركة نفذتها القوات الأفغانية والأجنبية خلال الساعات ال24 الأخيرة في ولايات ننغرهار وبقلان وبلخ وقندهار وزابول واروزجان وميدان وردك ولوغار وفرح وهلمند ونمروز. وفي باكستان، قتل شخصان على الأقل في انفجار دراجة نارية مفخخة بمدينة بيشاور القبلية (شمال غرب). ورجحت الشرطة كون القتيلين انتحاريين.