أكد مصدر أمني أفغاني في كابل، مقتل جميع منفذي الهجمات على منطقة قصر الرئاسة وسط كابل، في حين أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أن القوات الأفغانية استعادت السيطرة على المدينة بعد سلسلة الهجمات التي شنتها حركة طالبان صباح أمس واستهدفت القصر الجمهوري ومباني حساسة بالدولة. وجاء في بيان مكتوب للقصر الرئاسي (الرئيس كرزاي يود أن يطمئن سكان كابل على أن الموقف الأمني تحت السيطرة، وفرض النظام من جديد). ووفقا لتأكيدات المصدر الأمني فإن الهجمات أسفرت عن إصابة 32 مدنيا، ومقتل ثلاثة لم يحدد هويتهم. وكانت الاشتباكات قد تواصلت منذ ساعات الصباح الأولى بين مسلحين من حركة طالبان وقوات الأمن الأفغانية والأجنبية في محيط القصر الجمهوري. ، وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن عشرين مهاجما انتحاريا حاولوا اقتحام القصر الجمهوري، وتحصنوا في مبان حكومية ومقار وزارات بالقرب من البوابة الجنوبية للقصر، حيث كان من المقرر الاحتفال أمس بأداء القسم الدستوري لأربعة عشر وزيرا في الحكومة الجديدة. وكانت وكالات الأنباء قد ذكرت في وقت سابق أن قوات الأمن الأفغانية سيطرت على مركز تجاري بكابل، بعد مواجهة مع مقاتلي طالبان المحاصرين داخل المبنى الذي اندلعت فيه النيران، وقالت إن خمسة مسلحين قتلوا بالمبنى. وبدأ الهجوم بمحاولة مسلحين اقتحام القصر الجمهوري، حيث سمع دوي انفجار، ثم لجأوا بعد فشلهم إلى اقتحام مبان حكومية حساسة مجاورة للقصر، منها وزارة المالية والبنك المركزي. وأشار مدير المكتب إلى أنه رغم مساندة قوات الناتو وإيساف للقوات الأفغانية، فإن المعارك والانفجارات توالت، حيث استطاع المسلحون اقتحام المزيد من المباني الحكومية من بينها مبنى وزارة التعليم، وتفجير مفخخة أمام مركز تجاري كبير قرب وزارة الخارجية، مما أسفر عن مقتل عدد من رجال الشرطة والاستخبارات الأفغان، كما استهدفوا بهجوم آخر دارا للسينما، وفندق سرينا الوحيد من فئة خمس نجوم بكابل، الذي يستقبل عادة كبار زوار البلد من عسكريين وسياسيين. وتعالت أعمدة الدخان واندلعت ألسنة النيران من عدة مبان تجارية اقتحمها مسلحو طالبان، كما شوهدت طائرات عسكرية تحوم بالمنطقة، إلا أن مدير مكتب الجزيرة لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت هذه الطائرات لاستكشاف المشهد فقط أم للتدخل العسكري. وفي أول ردّ أميركي على التطورات في أفغانستان وصف الموفد الأميركي الخاص إلى باكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك هجمات طالبان بأنها يائسة ووحشية، ولم يستبعد وقوع المزيد من الهجمات. وفي محاولة لتفسير دلالات هجمات اليوم التي تعد أعنف هجمات من نوعها منذ عام قال محللون سياسيون ومسؤولون أفغانيون سابقون إن هذه الهجمات تحمل رسالة للرئيس الأفغاني حامد كرزاي مفادها أن حكومته الجديدة التي كان من المقرر أن يؤدي بعض أعضائها اليمين الدستورية أمس ، هي حكومة ضعيفة وغير قادرة على إحلال الاستقرار في البلاد. أما الرسالة الأخرى حسب المصادر نفسها فهي لمؤتمر لندن المقرر بعد أيام والذي تحاول الدول الكبرى والمحيطة من خلاله التوصل لحل دبلوماسي للوضع في أفغانستان، ومفادها أن طالبان لن تخضع لهذه القرارات، ولن تقبل بالحلول الدبلوماسية التي سيخرج بها المؤتمر.