إعلامنا الرياضي بحاجة إلى إعادة نظر من جديد بكل ألوانه وفنونه المختلفة، فالبذاءة التي تفشت فيه أخيراً بحاجة لمعلم رشيد يضع حداً لهذه التجاوزات، وللأسف لا توجد تشريعات أو جهات تبت في مخالفاته بسرعة، بل تجعل الأمور تتراكم وتتفاقم من دون حل! أصبح «المانشيت» الرياضي لوحة تحمل بين طياتها غمزاً ولمزاً وإيحاء لا يليق بنا وبرياضتنا، فجعلنا من أسماء الأندية واللاعبين ممراً سهلاً لمثل هذه العبارات التي تخدش الحياء... وللأسف مثل هذه العبارات تكسب صحفها شهرة وتتحول إلى حملة تسويقية ناجحة تعجز عنها أكبر شركات الدعاية والاعلان.. فيرفعون شعار: «كن بذيئاً يسأل عنك الناس أكثر..!». وإذا خرجنا من محيط الورق إلى عالم التلفزيون فحدث ولا حرج عن أكبر حراج في الإعلام المرئي، عنوانه الأكبر «اخرج عن النص تملك أجمل نص»، فلا بد من «أكشن» يجعلك «في الملعب» ويكون «المرمى» فيه «ديوانية» يجتمع فيها من هب ودب ليتحدثوا عن «صدى الملاعب» ويحولوا الدنيا إلى «كورة»..!! شاشتنا أصبحت تحرص على البحث عن طويل اللسان الذي لا يحسب الحسابات أبداً، وهؤلاء أصبحوا هم المعيار الذي تبنى عليه البرامج محتوى وأداءً، وأظنها أحياناً مفتعلة بهدف تسمير المشاهد أمام الشاشة لأطول وقت ممكن..! وضيوف البرامج الحوارية وخلطتهم السرية حولت البرامج إلى «زعيق»، ومقاطع «يوتيوب» يتناقلها الجميع عبر الوسائط المتعددة، السؤال هنا: أين العقلاء عن مثل هذه السخافات؟ ولماذا تتهم برامج العقلاء بالبرود والسطحية، والكاتب المتزن يتهم بالتبعية والأفق الضيق؟ للأسف لا هيئة الصحافيين ولا مؤسسة التلفزيون قدمت مبادرات للم الشمل، أو تنظيف الوسط الإعلامي من هؤلاء..! للأسف البعض تحول لإمبراطور إعلامي بسبب العبارات السوقية، وأصبح الجميع يحسب له ألف حساب ويكسب وده، فهذا «الشخص» أصبح مؤسسة فساد متكاملة، تقرأ وتشاهد رسمياً وتطوعياً، فالأهم ألا يتوقف هذا المسلسل أبداً..! بنظرة بسيطة على قنوات حولنا، نكتشف أننا نستعجل الظهور ولا نهتم بالإعداد والتأهيل كما يجب! فبات تحول أي متابع إلى إعلامي ومحلل ومقدم ومعد أمراً في غاية السهولة، وكل شيء..!! إذا استمرت الحال على ما هي عليه، فلا عجب أن تنتشر الفتن والقلاقل بين المشجعين في المدرجات وخارجها. [email protected]