في خطوة نادرة، يخوض صحافيون صينيون مواجهة مع رقيب، بعد إرغام صحيفة أسبوعية على تغيير افتتاحية رأس السنة التي دعت الى تحقيق «حلم النظام الدستوري»، لتصبح إشادة بالحزب الشيوعي الحاكم. تزامن ذلك مع إغلاق موقع الكتروني لمجلة اصلاحية بارزة، اذ نشر مقالاً يدعو إلى اصلاحات سياسية وتشكيل حكومة دستورية. واعتبر ديفيد باندورسكي، وهو باحث في وسائل الإعلام الصينية في جامعة هونغ كونغ، أن ذلك يتعارض مع «صورة جديدة» أراد الأمين العام الجديد للحزب الشيوعي شي جينبيغ تقديمها، وقال: «أجد ذلك بمثابة اول اختبار لصدقية تصريحات شي جينبينغ حول انفتاح النظام». وشكا 60 صحافياً في أسبوعية «ننفانغ زهومو» التي تصدر في اقليم غوانغدونغ جنوب البلاد، تغييرات أجراها مسؤول في الدعاية في الاقليم تو جين على الافتتاحية، من دون علم هيئة التحرير، مشيرين الى تضمّنها «أخطاء كثيرة». وكانت الافتتاحية اعتبرت أن «الحلم الصين هو حلم الحكم الدستوري»، لحماية حقوق المواطنين. لكن تو جين أبدلها برسالة «عذبة اللهجة»، كما قال صحافيون في الاسبوعية وزملاء سابقون، طالب 35 منهم باستقالة تو جين، متسائلين: «اذا خسرت وسائل الإعلام صدقيتها وتأثيرها، كيف يمكن الحزب الحاكم إسماع صوته أو إقناع شعبه». لكن صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية دافعت عن مسؤول الدعاية في الاقليم، ونشرت افتتاحية ورد فيها أن وسائل الاعلام لا يمكن وجودها «في شكل رومانسي»، خارج الحقيقة السياسية للبلاد. في غضون ذلك، أغلقت السلطات الموقع الالكتروني لمجلة «يانهوانغ تشونكيو» (الصين عبر العصور) الذائعة الصيت في بكين، والتي تنشر مقالات لمسؤولين اصلاحيين متقاعدين. ولدى محاولة فتح موقع المجلة، يظهر رسم كارتوني لرجل شرطة يحمل شارة، مع رسالة تفيد ب «اغلاق الموقع، لأنه لم يسجل» لدى السلطات. وأعلنت المجلة أن مسؤوليها تلقوا في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بياناً من وزارة الصناعة والتكنولوجيا والاعلام، يفيد ب «إلغاء» الموقع. وقال مدير تحرير المجلة وو سي: «أريد ان افهم لماذا اقفل الموقع، ثم يمكننا ان نبحث في ماذا سنفعل. لم نخالف أي قاعدة، ولم نتلقَ العام الماضي مذكرة لتسجيل موقعنا» لدى السلطات. وكان الموقع نشر مقالاً يفيد بأن دستور البلاد الذي أُقرّ العام 1982، يشكّل خريطة طريق التغيرات السياسية المقبلة في الصين. ويضيف: «بعد أكثر من 30 سنة على الاصلاحات، أصبحت الانتهاكات الناجمة عن تأخر الاصلاح السياسي عن الاصلاحات الاقتصادية، جلية أكثر في شكل يومي، وتراكمت تدريجاً عوامل الاضطراب الاجتماعي. أصبح تشجيع اصلاح النظام السياسي مهمة ملحّة». والشهر الماضي، أقفلت السلطات حسابات مدونات على شبكة «سينا ويبو»، لصحافيين صينيين، بينهم شي فايكي الذي تناول فضيحة القيادي السابق بو شيلاي. لكن ناطقة باسم الخارجية الصينية شددت على أن «لا رقابة على الأنباء في الصين، والحكومة تحمي حرية الأخبار».