تعهد مسؤولون بارزون في الحزب الشيوعي الصيني يشاركون في المؤتمر العام للحزب في بكين، بمزيد من الشفافية في شأن مداخيل القادة، بغية تهدئة الغضب المتنامي لدى الرأي العام، علماً ان التشكيك يبقى سيد الموقف. وأكد وانغ يانغ وهو ابرز مسؤول في اقليم غوانغدونغ الجنوبي، ويو تشنغشينغ رئيس الحزب في شنغهاي، على هامش المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، ان القادة الصينيين سيكشفون في المستقبل عن تفاصيل ثرواتهم. وحذر الرئيس المنتهية ولايته هو جينتاو من ان الفساد قد يكون «قاضياً» على الحزب والدولة وقد يتسبب حتى ب «انهيارهما»، وذلك في خطابه الافتتاحي للمؤتمر الذي سيعين القادة الجدد للبلاد للسنوات العشر المقبلة. وأفاد مسؤولون في الحزب الشيوعي الصيني ان القيادة الصينية الجديدة المنبثقة عن المؤتمر الثامن عشر للحزب ستعلَن الخميس، وسيقودها شي جينبينغ خلفاً للرئيس هو جينتاو. ورداً على سؤال صحافي اجنبي، قال وانغ الذي يعتبر اصلاحياً بنظر كثير من المراقبين: «اعتقد ان المسؤولين الصينيين سيعلنون شيئاً فشئياً عن ارصدتهم العامة تطبيقاً لتوجيهات اللجنة المركزية». وقال يو لصحيفة «الشعب» ان شنغهاي العاصمة الاقتصادية الصينية «ستنتقل تدريجياً الى نظام سيعلن» ثروة الموظفين. لكن اياً من المسؤولين لم يقدم خريطة طريق معينة لاعتماد مزيد من الشفافية في بلد حيث لا يلزم القانون حتى الآن المسؤولين الحكوميين بكشف ارصدتهم او رواتبهم. ويعتبر وانغ يانغ ويو تشنغشينغ من الطامحين الى الدائرة الاولى للحكم اي اللجنة الدائمة للمكتب السياسي. ونشرت الصحافة الاجنبية أخيراً معلومتين مربكتين لبكين. وقدرت «نيويورك تايمز» الشهر الماضي ثروة عائلة رئيس الوزراء وين جياباو ب2.7 بليون دولار، فيما اشارت وكالة «بلومبيرغ» في حزيران (يونيو) الماضي، الى ان اصول عائلة رئيس الدولة المقبل شي جينبينغ تصل الى 376 مليون دولار. وفي الحالتين، سعت السلطات الى فرض رقابة على هذه المعلومات لتفادي وصولها الى الشعب. ودعوات المسؤولين في كانتون وشنغهاي الى اعتماد مزيد من الشفافية، لم تثر سوى التشكيك لدى المدونين على موقع المدونات الصغرى «تشاينا ويبو»، الموازي في الصين لموقع «تويتر»، والذي كشفت عبره حالات فساد لعدد من المسؤولين المحليين. وكتب مستخدم آخر للانترنت هازئاً من تصريحات يو، ان «الكلام امر سهل»، فيما كتب آخر ان «تصريحاته العامة تخدع الناس، فيما سيسعى في المجالس الخاصة الى منع الكشف عن معلومات». وتلعب الانترنت في الصين دوراً اساسياً للتنديد بقضايا الفساد. وهكذا خضع مسؤول في كانتون الشهر الماضي، لتحقيق على اثر نشر صور الكترونية لبعض منازله ال23. وعلى العكس، اشيد بمزايا موظف بارز في اقليم هونان (جنوب) اواخر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، بعد نشر ملعومات على موقع «تشاينا ويبو» عن عائدات وثروة عائلته. وقال احد المدونين ان هذا الموظف «فعلاً خادم للشعب» و «يجب ان يكون مثالاً للاخرين». وتتكاثر الفضائح حول ترف نمط العيش او تكاثر العشيقات للقادة الصينيين. ويعتقد كثيرون في الصين ان احتكار السلطة من الحزب الشيوعي يعفيهم من المحاسبة. وأكبر قضية فساد وأكثرها خطورة هزت الحزب منذ اشهر هي من دون شك قضية بو شيلاي النجم الصاعد للنظام الذي سقط بعد تورط زوجته في قضية قتل. وبعد استبعاده من الحزب الشيوعي الصيني سيحاكم هذا العضو السابق في المكتب السياسي بتهمة الفساد واستغلال السلطة. ودرست حكومات محلية عدة أخيراً الكشف عن ثروات مسؤوليها. لكنها مشاريع تم التخلي عنها بسبب «الصعوبات»، كما اوردت صحيفة «الشبيبة» اخيراً. ونقلت الصحيفة عن جيانغ مينغان استاذ القانون في جامعة بكين، ان «المسؤولين الفاسدين يرفضون الاعلان عن ارصدتهم»، مضيفاً ان القادة الكبار يخشون من ان يتسبب الكشف عنها بتصاعد الغضب الشعبي.