أوقفت الصين عمل ثلاثة مواقع الكترونية سياسية شهيرة على الأقل امس الجمعة، إذ قال محللون: إن الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد يحاول الحد من الجدل قبل تغيير القيادة المتوقع في أكتوبر القادم. ومن بين المواقع الموقوفة "أوتوبيا" و"ماوفلاج" ،وهما موقعان يساريان بارزان يبثّان بالأساس مقالات ومناقشات بشأن الحفاظ على مبادئ ماو تسي تونج الأساسية للحزب الشيوعي. وساندت الكثير من اللوحات الإعلانية على الموقعين بو شيلاي الزعيم الحزبي الشهير والمثير للجدل لمدينة تشونجينج بجنوب غرب البلاد. وكان عزل بو عن منصبه في 15 مارس أثار شائعات بوجود خلافات حزبية وغذى تنامي فضيحة سياسية في المدينة. وعرضت فقط الصفحة الرئيسية لموقع "أوتوبيا" رسالة بأن "الموقع يخضع للصيانة" امس الجمعة، بينما كانت الصفحة الرئيسية لموقع ماوفلاج بيضاء تماما. كما عرضت الصفحة الرئيسية لموقع "تشاينا إيليكشان" اليميني الذي يدعو لإجراء إصلاحات ديمقراطية، إخطارا جاء فيه أن الموقع تم تعليق عمله "للصيانة الفنية". يبدو أن عملية الإيقاف تلك التي تردد أنها ستستمر لمدة شهر تهدف إلى تقييد الجدل في فترة انتخاب أعضاء مؤتمر الحزب الشيوعي ومدته 5 سنوات والذي من المقرر أن يوافق على أول إجراء تغيير للقيادة منذ عشر سنوات. قال تشانج مينج العالم السياسي في جامعة الشعب ببكين: إنهم "لم يعلِّقوا نشاط المواقع اليسارية فقط بل تم وقف عمل المواقع اليمينية أيضا". قال تشانج لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): إنه "نظراً لأن المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي في الصين سيتولى النظر في الأمر، يكون تغيير الشخصيات الكبيرة خطيرا جدا". وأضاف :إن "الصين ليست دولة ديمقراطية وتسليم السلطة إلى (قادة) جدد أمر صعب، لذا فهي تحتاج إلى أن تكون مستقرة ومستقرة للغاية". ويعقد الحزب الشيوعي الصيني الذي يضم أكثر من 80 مليون عضواً مؤتمره الوطني الثامن عشر فى بكين خلال النصف الثاني من عام 2012.