بشرتنا توقعات المنجم التونسي عبر «العربية» بأن عام 2013 لن يكون أسوأ من العام الفائت، بل إننا «سنرجع إلى الهدوء». أعلمنا أن سورية لن تكون على ما يرام هذه السنة ولكن في وضع أفضل من 2012 إذ ستتوقف المعارك في الشهر الثاني من السنة وسيكون «الرئيس الأسد في مكان ما في زاوية مغلقة ليس المقصود بها الموت»، اي بعيداً من السلطة وخارج نظام الحكم، كما فسّر. وتوقع ما قد يتوقعه الجميع «صراعاً بين المعارضة التي سرعان ما ستنقلب على بعضها، في حرب نصف أهلية: جزء تحت سيطرة الاسلاميين وجزء مختلط»، وحدد تاريخاً ستُغتال فيه «شخصية كبيرة سياسية دينية في لبنان». وتنبأ بخروج مصر من المأزق بفضل مرسي، وحصول استقرار نسبي في تونس واستمرار صراعات اليمن وتصديرها الثورات عبر جماعات مدعومة من بلاد أخرى إلى الخليج... احتفل الناس في أرجاء المعمورة بقدوم السنة، إلى البرامج المخصصة لحصاد العام الفائت مروراً ببعض التوقعات لأحداث سياسية...لا تختلف المشاهد كثيراً. كل سنة الحكايات ذاتها مع تنويع أقل على المحطات العربية التي لا تقدم مثل الفرنسية مثلاً حصاداً للبرامج الأسوأ خلال العام مع هفوات المذيعين ومشاحنات السياسيين وعباراتهم الأكثر إثارة للتعليقات. لكن محطة «العربية» نوعت على طريقتها، فحاولت الابتعاد قليلاً من أحداث العام السياسية وقدمت إضافة إلى توقعات العام المقبل حصاد العام الماضي «غير السياسي». وكرّس «حدث في سنة» حصاده الفني للحديث عن حدث العام أي مسلسل «عمر» وما أثاره تجسيد الصحابة من «انتقادات واسعة ودعوات للمقاطعة»، فاستضاف البرنامج الممثل التونسي الذي جسد شخصية علي بن أبي طالب ليحدّث المشاهدين عن المسلسل والشروط «المقنعة» التي فرضت على الممثلين الذين أدوا شخصيات الخلفاء، كمنعهم من القيام بأدوار أخرى حتى لا يقع الخلط في اذهان المتفرجين. وتطرق إلى عملية دبلجة أصواتهم التي فاجأته (والمشاهد كذلك) وأرجعها إلى حساسية الشخصيات «ربما». وعن رفض بعضهم تجسيد الخلفاء والصحابة قال إن رأي كثير منهم تبدل لأن الايجابيات في المسلسل كانت أكثر من السلبيات. وهنا تثير ملاحظة للممثل عن أن «المسلسل قد يكون تعويضاً لعزوف الشباب العربي للأسف عن المطالعة وجهله بهذه الشخصيات»، إلى قضية مهمة وهي اعتماد هذا الشباب كما قال ولكن أيضاً مختلف شرائح المجتمع، على التلفزيون كمصدر وحيد «للثقافة والمعرفة»، ما يعتبر كارثة ثقافية بحق، فدور العمل الفني وهنا التاريخي منه، بث الفضول لدى المشاهدين كي يذهبوا أبعد في الاطلاع على التاريخ من مصادره المتعددة والمتنوعة وليس الاكتفاء بالتلفزيون للحصول على معارفهم ولا سيما تلك المتعلقة بتاريخهم وإرثهم.