تعرضت مدينتا داريا ومعضمية الشام جنوب غربي دمشق وغيرها من مناطق ريف دمشق في أول أيام عام 2013، لغارات من طيران حربي وقصف تزامنت مع استمرار الاشتباكات في المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري وناشطون. كما أغلقت السلطات السورية مطار حلب الدولي بسبب استهدافه المستمر من مقاتلي المعارضة. وفيما أشار المرصد إلى استمرار «محاولة القوات النظامية منذ أشهر فرض سيطرتها على كامل المنطقة» التي تشكل مدخلاً إلى العاصمة دمشق بالنسبة لمقاتلي المعارضة المتجمعين فيها، ذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد إلكتروني أن «دبابتين وعربتي بي إم بي دخلتا المنطقة من المتحلق الجنوبي باتجاه داريا لمعاودة محاولات الاقتحام». واستقدمت قوات النظام خلال الأيام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة إلى داريا التي تمكنت من دخول أجزاء منها قبل أسبوع تقريباً. وأفاد المرصد لسوري وناشطون عن قصف على الأحياء الجنوبيةلدمشق القريبة من داريا، بما فيها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين حيث قتل رجل في قذيفة. ونشر ناشطون على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت أشرطة فيديو مؤرخة أمس تظهر مجموعة من المسلحين الملثمين وهم يقاتلون في شارع الثلاثين في المخيم. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها إن وحدات الجيش واصلت «ملاحقة الإرهابيين» و»نفذت عمليتين نوعيتين في يبرود والنبك في ريف دمشق قضت خلالهما على عدد من الإرهابيين ودمرت أسلحة وذخيرة وأدوات إجرامية كانوا يستخدمونها». ومع احتدام القتال حول العاصمة، استهل سكان دمشق العام الجديد بأصوات المدفعية التي تضرب الأحياء الجنوبيةوالشرقية التي تشكل المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة على مشارف العاصمة التي ما زالت القوات الحكومة تحكم السيطرة على وسطها. وفي الوسط أطلق جنود يحرسون نقاط تفتيش أعيرة نارية في الهواء في منتصف الليل مما سبب قلقاً في المدينة التي أصبحت مهجورة بصورة كبيرة. وقال معاذ الشامي وهو نشط في المعارضة يعيش في حي المزة بوسط العاصمة عبر سكايب «كيف يمكنهم الاحتفال؟... إنها ليست سنة جديدة سعيدة». وأضاف أن مقاتلي المعارضة هاجموا نقطة تفتيش في حي برزة في وقت مبكر صباح أمس. وقال نشطاء في المعارضة إن القوات الجوية قصفت الضواحي الشرقيةلدمشق وكذلك المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب وعدداً من البلدات والقرى في المناطق الريفية. وفي الآونة الأخيرة أصبحت قوات النظام تعتمد أكثر على القصف بالطائرات والمدفعية بدلاً من المشاة. وتستهدف المناطق السكنية التي يتمركز بها مقاتلو المعارضة مما يسفر عن مقتل المدنيين العاجزين عن الفرار. كما تم ضرب مدارس وطوابير من المواطنين الذين يشترون الخبز. وسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء من شمال وشرق البلاد لكنهم يجدون صعوبة في الاحتفاظ بالمدن ويشكون من قلة السلاح لديهم. وقالت إحدى المقيمات في دمشق إن الحشود التي تظهر للاحتفال بليلة رأس السنة كانت غائبة عن العاصمة التي أصبحت معزولة بشكل متزايد. وقالت: «لم يكن هناك أي أحد تقريباً في الشوارع.. لا سيارات.. لا مارة. أغلب المطاعم والمقاهي والحانات خالية. وتجمع بعض الشبان في ثلاث حانات بالمنطقة القديمة». وأضافت: «كانت هناك موسيقى لكن لم يرقص أحد. كانوا يجلسون فقط هناك وفي أيديهم مشروبات ويدخنون. لا أعتقد أني رأيت أحداً يبتسم». ومضت تقول: «كان الوضع مخيفاً جداً. لم يكن أحد يعلم ما الذي يحدث. أصيب الناس بتوتر شديد وبدأوا يجرون اتصالات هاتفية. لكني اكتشفت لاحقاً أن الأعيرة النارية كانت للاحتفال.. في شارعي أنا على الأقل». وفي حلب، أغلقت السلطات السورية مطار حلب الدولي بسبب استهدافه المستمر من مقاتلي المعارضة. وأعلنت سلطات مطار حلب إغلاقه «بداعي إجراء أعمال صيانة لبعض المرافق والمدرج». إلا أن مصدراً ملاحياً رفض الكشف عن هويته كشف لفرانس برس أن «الإغلاق جاء كإجراء موقت نتيجة محاولات مسلحي المعارضة المستمرة لاستهداف الطائرات المدنية، ما قد يتسبب بكارثة إنسانية». وقال: «لم يتم تحديد مدة واضحة للإغلاق، لكن من المؤكد أنه سيغلق لفترة قصيرة جداً لحين السيطرة على المناطق المحيطة بالمطار التي ينتشر فيها مسلحو المعارضة ولضمان أمن وسلامة الطائرات». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن انفجاراً دوى في طائرة مدنية لدى إقلاعها من مطار حلب الدولي السبت الماضي، مرجحاً أن يكون ناتجاً عن قصف المطار من مواقع للمعارضة. وقال إن «السلطات السورية أوقفت على الأثر حركة الطيران إلى مطار حلب». ولم يعرف ما إذا كان الحادث تسبب بوقوع ضحايا، وهوية الركاب على متن الطائرة. وتدور منذ تموز (يوليو) معارك دامية بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في مدينة حلب في شمال سورية تشمل محيط طريق حلب. وبعد سيطرة مسلحي المعارضة على جزء كبير من طريق دمشق حلب في ريف حلب وادلب (شمال غرب)، بات وصول الإمدادات إلى قوات النظام في حلب صعباً. ويعتبر مطار حلب الدولي أحد مصادر إيصال الإمدادات إلى المدينة. وتتواصل منذ خمسة أيام الاشتباكات العنيفة في شمال غربي البلاد بين «القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أخرى في محيط معسكر وادي الضيف» شرق معرة النعمان وداخل مركز الحامدية جنوب معرة النعمان، المدينة الاستراتيجية على طريق دمشق حلب، بحسب ما ذكر المرصد. إلى ذلك قال ناشطون إن صحافياً ليبياً يدعي أيمن صالحين، 33 سنة، أصيب في قدمه أثناء تغطيته لاشتباك بين الجيش السوري الحر، وقوات النظام السوري، في حلب. وقال ناشطون إن الصحافي الذي يعمل مع وكالات أنباء دولية نقل بمساعدة الجيش الحر إلى مستشفى في ولاية «كيليس»، جنوب تركيا، حيث قدمت له الإسعافات الأولية، ونقل بعدها إلى مستشفى في ولاية «أضنة»، لإجراء عملية جراحية. وفي محافظة درعا (جنوب)، قال المرصد إن «اشتباكات عنيفة تدور في أطراف بلدة بصر الحرير بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على البلدة عبر اقتحامها من الجهتين الشرقية والغربية للبلدة». وكان مقاتلو المعارضة استولوا على بصر الحرير قبل أيام. وتعرضت البلدة أمس لغارات جوية وقصف مدفعي، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى تفجير عبوة بحافلة صغيرة عند مدخل البلدة تسبب بمقتل وجرح تسعة عناصر من قوات النظام. وفي حمص، قال أحد سكان المدينة إن القذائف سقطت على البلدة القديمة في وقت مبكر صباح أمس. وتقع حمص على الطريق السريع الاستراتيجي الذي يربط بين الشمال والجنوب وسويت أجزاء من البلدة القديمة بالأرض خلال الاشتباكات المستمرة منذ شهور. وأطاحت قوات حكومية بالمعارضة من المدينة في أوائل العام الماضي لكن المقاتلين بدأوا يعودون ببطء. وأضاف الساكن: «البلدة القديمة في حمص محاصرة. هناك قصف من كل الجوانب». وغداة يوم قتل فيه 134 شخصاً في أعمال عنف في سورية قال المرصد السوري إن عدد القتلى ارتفع إلى 46068 منذ بدء النزاع في منتصف آذار (مارس) 2011. وكان المرصد أشار أول من أمس إلى أن 39 ألفاً و362 شخصاً، أي حوالى 90 في المئة من الضحايا، قتلوا خلال عام 2012 وحده.