تستكمل منافسات الجولة ال16 من دوري زين السعودي مساء اليوم بإقامة ثلاث مواجهات، إذ يلتقي الاتحاد والنصر على ملعب الأول في الموقعة الأقوى، فيما يستضيف الهلال نجران، ويحل الرائد ضيفاً على الفيصلي. الاتحاد - النصر موقعة نارية وفي غاية الأهمية للطرفين، ما يجبر المدربين على التخلي عن القيود الدفاعية، واعتماد النهج الهجومي بحثاً عن كامل النقاط، في ظل دخول المنافسات المنعطف الصعب. الاتحاد يدخل المباراة بطموح تضميد الجراح جراء الخسائر المتتالية، وكان آخرها الخروج المر على يد القادسية في عقر الديار، والمدرب الإسباني كانيدا فقد سيطرته التامة على خطوط الفريق، وبات عاجزاً عن تحقيق أي انتصار، وهو ما جعل الاتحاد يقف في المركز السادس ب21 نقطة، وبمستويات باهتة جداً، ويبدو أن مصير كانيدا سيكون معلقاً إلى أبعد الحدود بنتيجة المباراة، كون المنافسات ستتوقف طويلاً، ما يتيح لإدارة النادي البحث عن البديل المناسب. تراجع مستوى الخطوط الاتحادية أصبح لغزاً محيراً لعشاقه، خصوصاً أن العناصر الموجودة أكثر من رائعة، إذ يملك الفريق قوة جبارة في خط المقدمة بوجود نايف هزازي وفهد المولد، وأيضاً خط الوسط لا يقل قوة، في ظل تألق محمد أبوسبعان وخبرة محمد نور والكاميروني أمبامبي، إلا أن الروح المعنوية غابت تماماً في الآونة الأخيرة، إضافة إلى اختفاء التكتيك الفني على أرض الميدان. وعلى الطرف الآخر، يدخل النصر بمعنويات عالية تعانق عنان السماء بعد المستويات الكبيرة التي أظهرها الفريق في الجولات الأخيرة من الدوري ومسابقة كأس ولي العهد، عندما أسقط الأهلي بين أنصاره، وبلغ نصف النهائي، والفريق يسعى إلى مواصلة عنفوانه في منافسات الدوري والتقدم نحو المنافسة على صدارة الترتيب، إذ يقف الفريق في المركز الرابع ب27 نقطة، وحظوظه لا تزال قائمة متى ما واصل مسلسل الانتصارات وخدمته نتائج المنافسين. المدرب الأوروغوياني كارينيو غيّر من جلد الفريق، ووفق كثيراً في إظهار الوجه الرائع الذي انتظرته الجماهير طويلاً، فالخطوط باتت مترابطة وتلعب كرة جميلة جداً، تزينها روح وقتالية اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، ولم تعد الصفوف الصفراء تتأثر بالغيابات في ظل وجود البديل الجاهز، ودائماً ما يركز المدرب الأوروغوياني على تنظيم العناصر في منتصف الميدان، وهو ما أكسب فريقه القوة الهجومية والصلابة الدفاعية، وما يحسب للمدرب كارينيو نجاحه في توظيف مجهودات خالد زيلعي وشايع شراحيلي في منتصف الميدان، إضافة إلى إعادة الثقة بالمدافع عمر هوساوي وعبدالرحمن القحطاني، ويظل أبرز الغائبين عن الكتيبة الصفراء حسني عبدربه وخالد الغامدي والإكوادوري أيوفي للإصابة. الهلال - نجران لا مجال لفريق الهلال للتفكير في غير الفوز مقروناً بالأداء الفني إذا ما أراد تأكيد أحقيته بمواصلة المنافسة على الصدارة التي فقدها الفريق في الجولة السابقة إثر الخسارة أمام المنافس الفتح، الذي تربع مجدداً على هرم الترتيب. الهلال يملك عناصر جيدة في مختلف المراكز عدا خط الدفاع، الذي يعد أضعف الخطوط على الإطلاق بوجود المفلس السنغالي مانغان، إلى جانب تواضع قدرات عبدالله الزوري، وتبقى اجتهادات ظهيري الجنب غير مجدية في ظل الهفوات الكوارثية التي يرتكبها السنغالي مانغان، كما أن اختراعات المدرب الفرنسي كومبواريه الدائمة تقلق الهلاليين كثيراً، فهو مدرب لا يمكن التنبؤ بما سيفعل، فانتقاؤه للقائمة الأساسية دائماً ما يحمل عنصر المفاجأة للجميع، إضافة إلى القراءة الغريبة لأحداث المباريات، ما أفقد الخطوط الزرقاء هيبتها، وجعلها تعتمد في المقام الأول على روح وقتالية ياسر القحطاني والبرازيلي ويسلي وأيضاً ياسر الشهراني، فيما يعاني عبدالعزيز الدوسري من تذبذب في الأداء، وتظل مشاركة المغربي عادل هرماش شرفية، إلا في بعض الأحيان عندما يحالفه التوفيق. وعلى الطرف الثاني، يتطلع نجران إلى الثأر من الخسارة الأخيرة في ربع نهائي كأس ولي العهد، وكذلك الخسارة الثقيلة في منافسات الدور الأول، والمدرب الصربي ميدراج تحت يده أسماء قادرة على مقارعة كبار الفرق، بل وتجاوزها كما فعل أمام الأهلي والاتحاد، ويشكل المحترفان السوريان وائل عيان وجهاد الحسين القوة الأكبر في العمليات الهجومية كافة، إلى جانب الأردني حسن الدردور وحسن الراهب وصاحب العبدالله. الفيصلي - الرائد الفريقان يعيشان نشوة الوصول إلى نصف نهائي كأس ولي العهد، وإن كانت أوضاع الرائد أفضل بكثير بحكم وجوده في المركز التاسع ب17 نقطة، بعيداً بعض الشيء عن حسابات الهبوط، إلا أن مدربه عمار السويح سيعمل على مواصلة حصد النقاط، والتقدم بفريقه إلى مراكز الوسط، ولديه من العناصر ما يساعده في ذلك، بوجود المغربي عصام الراقي والكونغولي ديبا والبرازيلي شوشا. فيما يحاول الفيصلي الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، سعياً إلى تعزيز الرصيد النقاطي، وبداية رحلة حقيقية للهروب من مناطق الخطر، إذ يقف الفريق في المركز ال12 ب13 نقطة، بفارق نقطتين عن صاحب المركز قبل الأخير، ما يجعل المدرب البلجيكي مارك بريس يكون في غاية الحرص، على الخروج بنتيجة إيجابية تساعد فريقه في مهمة البحث عن البقاء.