ترتفع حدة التنافس في دوري زين السعودي مساء اليوم، عندما يلتقي الغريمان النصر والهلال في مستهل الجولة الخامسة، فيما يحل الشعلة ضيفاً على الفيصلي. النصر-الهلال مواجهة تنافسية لا تعترف بأي معايير تسبق صافرة البداية الحقيقية للنزال، ودائماً ما تكون مواجهات الفريقين ذات طابع مختلف تماماً عن بقية المباريات، إذ يرفع كلا الطرفين راية التحدي باكراً من خلال التصريحات النارية، وتأكيد القدرة على تحقيق الفوز، وتتسلح الإدارتان ببعض أعضاء الشرف المخضرمين للوقوف إلى جانب الفريق في مراحل الإعداد، إلى جانب رصد المكافآت الضخمة لأجل تحفيز اللاعبين على تجاوز المنعطف الأهم في المشوار التنافسي. من المنتظر أن تكون المعركة ساخنة جداً، في ظل تقارب المستوى هذا الموسم، عكس السنوات العشر الأخيرة التي سيطر فيها الأزرق تماماً، وحقق الفوز في جل المباريات، فالنصر في الموسم الحالي مختلف كلياً، والهلال يشهد تأرجح كبير في الأداء، ومشكلات عدة في خطوطه كافة، ما جعل معظم ترشيحات النقاد الرياضيين تصب في الكفة الصفراء على غير المعتاد في الأعوام السابقة. النصر يقف في المركز الثالث ب7 نقاط، ويمني النفس بالعودة إلى سماء المنافسة على خطف اللقب بعد غياب سنوات طويلة جداً، والمدرب الكولومبي ماتورانا أمام تحد كبير لكسر هيمنة المنافس، وتأكيد قدرة فريقه على مواصلة المشوار في حصد النقاط، ولديه عناصر أكثر من جيدة في المراكز كافة، إلى جانب الحماسة والقتالية التي يتمتع بها اللاعبون، ولا يمكن وصف أي من الخطوط بالتواضع أو الضعف في الفترة الحالية، خصوصاً بعد تألق الحارس عبدالله العنزي، ما جعل منطقة حراسة المرمى تواكب تطور الخطوط الأخرى، وعلى رغم غياب المصري حسني عبدربه وعوض خميس وأحمد عباس للإصابة، يظل الفريق قادراً على مواصلة العطاءات المميزة التي ظهر بها في الجولات السابقة. وعلى الضفة المقابلة، تخشى جماهير الهلال على فريقها من انتكاسة في موقعة الدربي، بعد المستويات المتواضعة التي ظهر بها الفريق في الجولات السابقة، اكتفى خلالها بجمع 5 نقاط من أصل 12 نقطة بفوز وحيد وتعادلين وخسارة، وعلى رغم اجتهادات بعض اللاعبين أمثال ياسر القحطاني والبرازيلي لوبيز، إلا أن تراجع مستوى محمد الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري، وانعدام الفائدة من المغربي عادل هرماش، أفقد الفريق هيبته الهجومية، كما أن متوسطي الدفاع مانغان وماجد المرشدي نقطة ضعف واضحة يركز عليها مدرب الخصم منذ بداية المباراة، وحتى آخر صافرة، والمدرب الفرنسي كومبواريه مطالب بغربلة الخطوط وأحداث تغييرات جذرية على القائمة الأساسية من أجل النهوض بالفريق، وفي حال الاستمرار على ذات القناعات، فلن يستطيع الفريق الأزرق مجاراة عنفوان خصمه الأصفر. الفيصلي - الشعلة تتشابه ظروف وطموحات الفريقين، فالفيصلي يقف في المركز ما قبل الأخير بنقطة يتيمة، ويسعى جاهداً إلى التحرك قليلاً عن مناطق الخطر، بعد أن نهض في الجولة الأخيرة من سباته، وحقق تعادلاً بطعم الفوز أمام الاتحاد في عقر داره، وقدم سفير حرمة مستوى مغايراً تماماً لما ظهر به في بداية المنافسات، ومتى ما واصل اللاعبون الأداء ذاته والروح فلن تكون مهمتهم صعبة لنيل النقاط الثلاث كاملة. كما أن الشعلة صاحب المركز ال12 بثلاث نقاط، يتطلع إلى تضميد جراحه بعد الخسارة القاسية أمام نجران بخماسية، وتعزيز الرصيد النقاطي في رحلة الهروب نحو مناطق الدفء، ويضم الفريق عدداً من اللاعبين الجيدين أمثال الحارس سعيد الحربي والهداف المغربي حسن الطير صاحب الأهداف الخمسة من أصل ستة أهداف لفريقه، وتعول عليه جماهير الشعلة الشيء الكثير لقيادة الفريق إلى تثبيت الأقدام بين الكبار لموسم آخر.