تُصدر مصابيح الكيروسين المستخدمة لإنارة الأماكن الصغيرة انبعاثات السخام التي تساهم في تغذية الاحتباس الحراري العالمي، إلا أن تغيير تكنولوجيا الإنارة قد يساعد على احتواء ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وأعد باحثون في جامعة «إلينوي» وجامعة «كاليفورنيا» و «بيركلي» تحليلاً جديداً للانبعاثات الغازية من المصابيح المستخدمة على نطاق واسع في المناطق النامية غير الموصولة بالشبكات الكهربائية العامة. وأشار بيان أصدرته جامعة «إلينوي» إلى أن الباحثين وجدوا أن المصابيح ذات فتيل الكيروسين تصدر 20 ضعفاً من الكربون الأسود أكثر مما كان يُعتقد سابقاً. وحتى الآن لم يبدِ العلماء الذين يحسبون كميات الانبعاثات العالمية اهتماماً كبيراً بمصابيح الكيروسين نظراً إلى الكمية الصغيرة من الوقود المستخدم في كل مصباح مقارنة بمصادر أخرى مثل شاحنات النقل، ومولدات الطاقة الكهربائية، والقضاء على الغابات. وأظهر البحث الجديد أن التأثير القصير الأمد لانبعاثات الكيروسين، التي لا يصل مجموعها إلى أكثر من كيلوغرام، يمكن أن يبقى في الغلاف الجوي لمدة أسبوعين. واعتبر المشرف الرئيس على هذه الدراسة أستاذ الهندسة البيئية والمدنية في جامعة «إيلينوي» تامي بوند أن «مصباح الكيروسين خلال أسبوعين يمكنه إضافة كمية كبيرة من الطاقة إلى الغلاف الجوي». وكشفت القياسات في العالم الحقيقي لانبعاثات المصابيح التي جمعها فريق الأبحاث أن نسبة سنوية عالية نسبياً من الوقود تتحول إلى الكربون الأسود الذي يسمى أيضاً السخام، أما الخيوط الصغيرة السوداء من الدخان المتصاعدة إلى الجو من مصباح مشتعل فهي مؤلفة من كربون صافٍ تقريباً. وتتضمن البدائل غير المكلفة والتي يمكن الجميع الحصول عليها، المصابيح الثنائية الصمام المشحونة بألواح شمسية، كما يمكن منع الانبعاثات عبر احتواء الشعلة ضمن حاجب زجاجي لمنع خروج الأبخرة إلى الغلاف الجوي. وأكد طالب الدراسات العليا في جامعة «بيركلي» الكاتب الرئيس للدراسة نيكولاس لام أن «التخلص من مصابيح الكيروسين قد يبدو خطوة صغيرة غير مهمة يمكن اتخاذها، ولكن عند النظر إلى التأثير الجماعي لمئات الملايين من المنازل، فإنها تشكل خطوة بسيطة تؤثر في كوكبنا». وانضمت حتى الآن نحو 50 دولة ومنظمة إلى ائتلاف المناخ والهواء النظيف، وهي مجموعة تشكلت في شباط (فبراير) الماضي لتطوير نتائج الأبحاث في شكل مماثل لهذا التقرير الجديد الصادر في مجلة «علوم وتكنولوجيا البيئة».