مع انتهاء الأحزاب الإسرائيلية من تقديم القوائم الانتخابية للجنة الانتخابات المركزية، تفرّغ اليمين الإسرائيلي، كما عشية كل انتخابات برلمانية، للتحريض على أحزاب عربية ونواب عرب والمطالبة بمنعهم من خوض الانتخابات بداعي عدم اعترافهم بإسرائيل «دولة يهودية» أو تحريضهم ضدها. وذكرت تقارير صحافية أن ثمة غالبية متوافرة في لجنة الانتخابات المركزية، التي تتشكل من الأحزاب المختلفة، تؤيد طلب شطب «القائمة العربية الموحدة–الحركة العربية للتغيير» وحزب «التجمع الوطني الديموقراطي»، ومنع النائب في «التجمع» حنين زعبي من خوض الانتخابات. وشهدت المعارك الانتخابية الأخيرة شطب قوائم عربية، إلا أن المحكمة العليا تدخلت دائماً في هذه القرارات وألغتها باعتبارها قرارات سياسية، باستثناء مرة واحدة حين صادقت على شطب قائمة الحاخام العنصري مئير كهانا. ووصف أحد المعلقين طلبات الشطب ب «اللعبة التي تتكرر كل انتخابات... فالمسرح ذاته والأضواء ذاتها، فقط الممثلون يتغيرون، وهم الرابحون في العادة، خصوصاً العرب في أوساط ناخبيهم، على تصديهم لليمين». وأكد النائب اوفير اكونيس مقدم طلب شطب ترشيح زعبي، أنه جمع التواقيع الكافية من أعضاء في اللجنة لبحث طلب شطب زعبي. وبرر طلبه بالقول إنه منذ دخول زعبي الكنيست «لم تتوقف عن التآمر ضد إسرائيل والتحريض على حكومتها ومؤسساتها وجنود الجيش وقيادته على الملأ، وشاركت في أسطول الحرية إلى غزة، الذي تعرض فيه الجنود الإسرائيليون إلى الاعتداء والإصابة والتسبب في خطر حقيقي على حياتهم». وأضاف أن «أفعال زعبي تعكس نفيها وجود إسرائيل كدولة ديموقراطية يهودية، ومن يخالف هذا البند لا يمكن أن يكون مرشحاً للكنيست». ولقيت أقوال أكونيس التأييد من أترابه في اليمين، الذين تباروا في التهجم على زعبي. ودعا نائب من حركة «شاس» الدينية إلى ترحيل زعبي إلى تركيا «كي تكف عن تنغيص حياتنا في الكنيست». وردت زعبي بالقول إن اليمين المتغطرس يحاول وضع نفسه فوق القانون وفوق حقوق الإنسان وفوق أسس الديموقراطية، وأضافت: «لا حدود لوقاحة هؤلاء الفاشيين الذين يريدون القضاء على حرية التعبير والتعددية الحزبية وعلى كل من يخرج عن أيديولوجيتهم الضيقة التي ترى العربي الذي يناضل من أجل حقوقه ومكانته عدواً كبيراً». وقال «التجمع» في بيان أصدره، إن المستهدف الحقيقي «هو كل شعبنا وحقه في اختيار ممثليه، وأن التجمع ما هو إلا جبهة أمامية يتم من خلالها الانقضاض على كل من يكسر الإجماع الصهيوني».