لم ينتظر النائب اليميني المتشدد في حزب «ليكود» الحاكم في إسرائيل داني دانون إعلان زعيم حزبه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو رسمياً مساء أمس تبكير موعد الانتخابات العامة إلى أيلول (سبتمبر) المقبل، ليبدأ معركته الانتخابية بالدعوة لمنع النائب العربية في الكنيست حنين الزعبي من حزب «التجمع» من خوض الانتخابات المقبلة بداعي مشاركتها في «أسطول الحرية» التركي المتضامن مع قطاع غزة قبل عامين. وقال دانون الذي يعوّل مثل كثيرين غيره على كسب ثقة ناخبي «ليكود» من خلال تبني مواقف متشددة ضد العرب على نحو يضمن له مركزاً متقدماً على لائحة حزبه الانتخابية، انه لا مكان لزعبي في كنيست إسرائيل «إنما موقعها الملائم هو في السجن»، مضيفا أنها «تواصل درب (رئيس التجمع) النائب السابق عزمي بشارة الذي يشتبه فيه بمساعدة حزب الله خلال حرب لبنان الثانية وهرب من البلاد». ويعتمد دانون في طلبه على بند في قانون الانتخابات يؤكد أن لا يجوز لقائمة انتخابية أو مرشح خوض الانتخابات في حال كانت أهداف القائمة أو أفعال المرشح تؤشر، صراحة أو تلميحاً، إلى «نفيه وجود إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية أو يحرض على العنصرية أو يدعم الكفاح المسلح ضدها»، مضيفاً أن سلوك الزعبي، «بأفعالها العنيفة إلى جانب ناشطين إرهابيين على متن سفينة مرمرة»، يندرج في هذا التعريف. وردت زعبي على طلب دانون بالقول إن «شعبي اختارني كي أمثله في الكنيست بكبرياء وكرامة وعناد، وليس لأمثله كما يحلو لليمين أو حتى لليسار الصهيوني، وفقط هو الذي يقرر استمرار منحي هذه الثقة أو سحبها». وتابعت أن مشاركتها في أسطول الحرية «هي شهادة شرف لي، وهي من أرقى التحديات السياسية التي خاضها إجماع عالمي بأكمله ضد سياسات الحصار الإجرامية بحق شعبي في غزة». وزادت أن المواطنين العرب سيرون في محاولة الشطب انتقاماً سياسياً ليس فقط من شخص حنين الزعبي أو حزب التجمع الوطني إنما من العرب جميعهم «وهذا لن يمر إلا على أجسادنا، كما يقولون». وختمت بالتحذير من أن «محاولة منعنا من خوض الانتخابات ستغير قوانين اللعبة السياسية بين العرب وبين إسرائيل بشكل جذري». على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «معاريف» أمس أنه مع دخول إسرائيل المعركة الانتخابية، شرعت أحزاب في البحث عن شخصيات عسكرية وأكاديمية واقتصادية ونسائية وشبابية من خارج صفوفها لتعزيز قوائمها الانتخابية بهدف جذب الناخب الإسرائيلي. ورغم أن الاستطلاعات تتوقع فوزاً كبيراً ل «ليكود» في الانتخابات الوشيكة، إلا أن زعيمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ينوي تعزيز صفوف حزبه بشخصيات من خارجه، مثل وزير الدفاع ايهود باراك الذي لا تتوقع استطلاعات الرأي نجاح حزبه في اجتياز نسبة الحسم، بالإضافة إلى ضم شخصيات نسائية وشبابية وأكاديمية رفيعة «يراد من ضمها تعزيز الوجه المدني والليبرالي في حزبه» الذي يهدد المعسكر المتشدد بالسيطرة على قائمته الانتخابية. وأضافت الصحيفة أن زعيمة حزب «العمل» شيلي يحيموفتش ستجد نفسها مضطرة للبحث عن جنرالات بارزين لضمهم إلى قائمة حزبها الانتخابية على خلفية افتقارها إلى الخبرة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وتمحوُر نشاطها البرلماني في قضايا اجتماعية واقتصادية. ويبحث زعيم «كديما» شاؤول موفاز عن شخصيات كبيرة لها اسمها في المجتمع الإسرائيلي تعوضه عن خسارة منافسته على زعامة الحزب تسيبي ليفني التي أعلنت انسحابها من الكنيست ولا يبدو أنها سترشح نفسها في الانتخابات الوشيكة. وأضافت الصحيفة أن موفاز يبحث عن سبل لتعزيز قائمة حزبه بأسماء جذابة وعدم الاكتفاء بالموجودين حالياً. لكن، بينما قد يواجه زعماء الأحزاب الثلاثة («ليكود» و«كديما» و«العمل») معارضة داخلية قوية لاستقدام شخصيات من خارجها على حساب أعضاء الحزب، ستكون المهمة أسهل لمؤسس حزب «يش عتيد» الجديد الإعلامي يئير لبيد، إذ أن غياب مؤسسات لحزبه وإعلانه أنه هو الذي سيشكل القامة الانتخابية، يتيحان له تشكيل قائمة تضم جنرالات متقاعدين وخبراء معروفين من عالميْ الاقتصاد والأكاديميا ونساء بارزات في النشاط الاجتماعي، خصوصاً أنه يفتقر إلى أدنى خبرة في الإدارة والتنفيذ.