أكد الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية في الأمانة العامة لمجلس التعاون خالد الغساني، عدم وجود برامج ثقافية أو إعلامية خليجية ضد الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن الثقافة الخليجية ترفض الغلو والتطرف، ودعا إلى ضرورة مواجهة هذا الفكر، والعمل على إنتاج برامج تتناسب مع حاجاتنا في الوقت الراهن. وقال الغساني في تصريح إلى «الحياة»: «ثقافتنا الخليجية بشكل عام ضد أي شكل من أشكال التطرف، وبالتالي حينما نقول أن هناك برامج خصصت أو صنعت لمثل هذا الأمر نكون مبالغين»، وأضاف «برامجنا الاعتيادية وثقافتنا الخليجية بشكل عام ضد أي فكر أو عمل متطرف سواء كان سياسياً أم فكرياً أم مذهبياً أم أي شكل تطرفي آخر، نحن ضده وفي المنتصف من كل هذا، لأن ديننا الإسلامي أوصانا بالاعتدال والوسطية كما أن ثقافتنا الخليجية وجذورنا وإرثنا الحضاري مستمد من هذه الثقافة الإسلامية التي دائما ترفض الغلو والتطرف بأي شأن». وحول حاجة المجتمع الخليجي إلى برامج تواجه التحريض الحالي وتشويه الدين باسم الجهاد، أوضح الغساني أن المجتمع الخليجي بحاجة إلى المزيد من البرامج وبحاجة إلى التنسيق، وأضاف «لكن ذلك لا يعني أننا كمن يقوم بردة فعل لمواجهة حدث معين، وينبغي أن يكون ذلك في إطار برامج مدركين أهميتها منذ البداية، ومدركين أنه من الضرورة في عالم اليوم أن نكون جاهزين لنشر إنجاز فكرنا وعدلنا وسماحتنا ، التي يدعو إليها الدين الإسلامي وأخلاقنا وثقافتنا وحضارتنا القديمة». وأضاف «حينما نقول بضرورة وأهمية مثل هذه البرامج بالتأكيد نرفض أن يكون أي برنامج وأي عمل كردة فعل لحدث قام وعلينا اجتيازه، فعلينا أن نُسلم منذ البداية أن الثقافة لابد من ترسيخها والتأكيد عليها وثقافتنا دائماً ما تكون ثقافة معتدلة ثقافة ترفض التطرف والغلو في أي جانب من جوانب حياتنا». وعن غياب الأعمال الثقافية الخليجية المشتركة والتي بلغت ذروتها في الثمانينات قال الغساني: «يُلاحظ أن كثيراً من هذه البرامج اختفت أو لم تعد بذات الكم الذي كانت عليه في الفترات الماضية، ولكن المتابع جيداً لمؤسسة الإنتاج الخليجي المشترك وللتنسيق الإعلامي بين دول مجلس الخليج المتعاون يجد بالتأكيد أن هناك كثيراً من البرامج مازالت مستمرة وكثيراً منها حُدثت وتنوعت»؛ وأضاف «ربما في الفترات الماضية كانت البرامج كثيرة ذلك لأن الساحة الفضائية كانت تخلو من منافسة أية مجموعة من البرامج الأخرى، ورؤية المشاهد محدودة، ولم تكن هناك قنوات فضائية بالكم الذي يشاهد الآن وبالتالي هذه البرامج التي تبث من تلفزيوناتنا على مستوى الخليج العربي بالتأكيد كانت نسبة مشاهديها أكثر بحكم أنه لا توجد قنوات تُشاهَد غير تلك القنوات التي تبث هذه البرامج، واستدرك الغساني «البرامج الثقافية والبرامج على الصُعد الرياضية والاجتماعية كافة وغيرها مستمرة، والمؤسسة تقدم ذلك على المستوى الإذاعي والتلفزيوني بشكل سنوى، فليس هناك غياب حقيقة والمشكلة الحقيقية هي في كثافة الفضائيات التي أزاحت إلى حد ما المنتجات الخليجية المشتركة». وأضاف «عندما نقول أن برامجنا الثقافية متوافرة وموجودة ربما ليست بالكم الذي ينبغي أن تكون عليه، وبالتالي عندما نستمع بين حين وآخر إلى أية دعوة من محب للثقافة الأصيلة ثقافتنا الإسلامية و العربية والخليجية بشكل خاص تدعو مثل هذه الدعوات لإقامة مثل هذه البرامج أو برامج تحارب الفكر المتطرف، بالتأكيد نحن نشاطر في هذا وينبغي أن نؤكد على أهمية هذا المسار لأنه مهم، خاصة في الظروف العالمية الراهنة التي استشرت فيها قوى التطرف والإرهاب، ووجدت داعمين كثيرين لها وأيضاً محفزين للانضمام لها».