أعلن رئيس مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بول بيكار الموجود عند مركز دونيتسك الحدودي الروسي الأوكراني، ان كل شاحنات قافلة المساعدات الروسية التي دخلت الى شرق أوكرانيا عادت الى روسيا أمس، فيما صرح الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، بعد محادثات مع المستشارة الألمانية الزائرة أنغيلا مركل، بأنه مستعد للعمل مع اوروبا لتحقيق السلام في بلاده، لكنه شدد على ان أوكرانيا لن تضحي أبداً بجزء من أراضيها أو تتخلى عن استقلالها. وكان سيغمار غبرييل، نائب مركل ووزير الاقتصاد الاشتراكي الديموقراطي، دعا في حديث ستنشره صحيفة «فيلت اوم سونتاغ» الألمانية اليوم الى انشاء نظام فيديرالي في اوكرانيا لإنهاء النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا. وقال: «نظرية الفيديرالية الحكيمة تبدو لي الطريق الأنسب الوحيدة»، موضحاً ان جهود الديبلوماسية الألمانية «تهدف الى تفادي، بكل السبل، مواجهة عسكرية مباشرة بين روسياوأوكرانيا». وطالب بالتفكير في «عملية المصالحة التي قد تبدأ توصل الطرفين الى اتفاق لوقف النار ومراقبة الحدود الروسية – الأوكرانية، ولا اعتقد بأنه يمكن الحفاظ على وحدة أراضي اوكرانيا الا اذا جرى تقديم اقتراح للمناطق التي يتكلم معظم سكانها الروسية، فيما استبعد تراجع موسكو بسرعة عن ضم شبه الجزيرة القرم جنوبأوكرانيا». ورأى خبراء ان تصريحات نائب مركل يوحي بأن الأخيرة ستطالب أوكرانيا بتقديم تنازلات لكي تحفظ لفلاديمير بوتين ماء الوجه، وتفادي فرض عقوبات جديدة على موسكو تلقي بثقلها على اقتصاد المانيا. وتسبق زيارة مركل قمة اقليمية في مينسك الثلثاء سيحضرها بوتين وبوروشنكو ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي. وقال بيكار، رئيس بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في أوكرانيا: «عادت 220 شاحنة روسية اليوم ترافقها 7 عربات اسناد، فيما اكدت موسكو ان الشاحنات التي أدخلت بلا موافقة كييف بعد توقفها اسبوعاً على الحدود، أفرغت 1800 طن من مساعدات انسانية تتضمن اغذية وماء وادوية ومولدات كهرباء في مدينة لوغانسك ليل الجمعة. وبعد عودة الشاحنات قالت ماريا زاخاروفا، مساعدة الناطق باسم الخارجية الروسية: «الغريب ان واشنطن التي تتباهى دائماً بامتلاكها وسائل مراقبة لم تعرف ان قافلة المساعدات الانسانية الروسية غادرت اراضي اوكرانيا، وتتواجد الآن في روسيا».وزادت: «نأمل بأن تبدي الولاياتالمتحدة الحزم ذاته في المطالبة بوقف فوري للنار بين طرفي النزاع في أوكرانيا، كما فعلت في شأن القافلة الانسانية». وكان البيت الابيض قال في بيان اعقب اتصالاً هاتفياً بين الرئيس الأميركي باراك اوباما ومركل ليل الجمعة ان «روسيا دخلت في تصعيد خطر في اوكرانيا، من خلال الحشود العسكرية الكبيرة على الحدود، وإرسالها قافلة انسانية واطلاق مدفعيتها النار على أراضي اوكرانيا. وشدد البيان على «ضرورة» ان تغادر القافلة اراضي اوكرانيا، ونقل عن اوباما ومركل قولهما إن «ارسال القافلة الانسانية بلا اذن كييف يشكل استفزازاً اضافياً وانتهاكاً لسيادة أوكرانيا». وانضم زعماء غربيون الى سلطات كييف في وصف دخول القافلة الروسية بأنه «غزو» لأراضي اوكرانيا، وطالبوا بسحبها في اسرع وقت، علماً ان الناطق باسم الجيش الأوكراني اندريه ليسينكو قال إن «الشاحنات جرى تحميلها بمعدات من مصنع توباز الذي ينتج أحد أنواع أنظمة الرادار، ومن مصنع في لوغانسك يصنّع خزنات ذخيرة للأسلحة. وفيما ترافقت زيارتها لكييف عشية عيد الاستقلال الأوكراني مع مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل في قصف استهدف وسط دونيتسك، أكدت مركل ضرورة الحفاظ على وحدة اراضي أوكرانيا، وقالت: «معنى زيارتي هي ان برلين تعتبر وحدة أراضي اوكرانيا وسلامتها أمراً اساسياً». اما بوروشينكو فأعلن انه يؤيد السلام مع انفصاليي الشرق، لكن ليس على حساب سيادة اوكرانيا، وقال: «سيتحقق ذلك بسرعة إذا أبعد الانفصاليون و «المرتزقة الأجانب»، في إشارة إلى المقاتلين من روسيا. رياضي متطرف على صعيد آخر، أعلن رياضي أوكراني متطرف ملقب ب «موستانج المطلوب» انه تسلق ناطحة سحاب شهيرة في موسكو، وطلى نجمة موجودة فوق قمة المبنى باللونين الأزرق والأصفر اللذين يرمزان الى العلم الأوكراني، في موجة من الشعور الوطني. وبث الرياضي على موقع «فايسبوك» صورة فوتوغرافية التقطها بنفسه أظهرت وقوفه على أحد جوانب النجمة مع ضوء الصباح، فيما ظهرت شوارع موسكو أسفل منه. وكتب: «انني الشخص الذي تسلق ناطحة السحاب ولونت النجمة. قررت الظهور علناً لأن الأشخاص الروس الأربعة الذين اعتقلتهم السلطات غير متورطين، واخشى أن يصبحوا ضحايا لإساءة تطبيق العدالة». وأضاف: «نفذت أداءً فنياً أهديه إلى يوم الاستقلال الأوكراني، والى جميع الرجال الذين يدافعون عن بلدي. المجد لأوكرانيا».