لا يزال مصير مجموعة الشبان اللبنانيين الذين تسللوا إلى الأراضي السورية الأسبوع الماضي بهدف «الجهاد» مجهولاً، في ضوء المكمن الذي تعرضوا له في منطقة تلكلخ - ريف حمص، وإعلان جريدة «البعث» السورية (الرسمية) في عددها امس، أن «حرس الحدود مع لبنان احبطوا محاولة تسلل إرهابيين كانوا يستقلون دراجات نارية قرب قرية خربة النعيمات في منطقة جوسية بريف القصير وأوقعوا قتلى وإصابات في صفوفهم ولاذ الباقون بالفرار وذلك بعد يومين من القضاء على إرهابيين كانوا يحاولون دخول الأراضي السورية عبر تلكلخ». ودخلت الحكومة اللبنانية على خط معرفة مصير المجموعة، فأعلن أن رئيسها نجيب ميقاتي اتصل بممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى لبنان جورج مونتاني، «وطلب منه تدخل الصليب الأحمر لدى السلطات في سورية لاسترجاع جثامين اللبنانيين الذي قضوا في سورية والاستعلام عن مصير الآخرين». وكانت طرابلس (شمال لبنان) التي ينتمي بعض أفراد المجموعة إليها فيما ينتمي الآخرون إلى قرى عكارية، عاشت على وقع الإشاعات منذ انتشار خبر المكمن، وترددت معلومات عن إمكان تعرض أشخاص من الطائفة العلوية في جبل محسن، إلى عمليات خطف ما جعل أبناء المحلة يمتنعون عن مغادرة منازلهم ولم يلتحق حتى التلامذة بمدارسهم، ما دفع الجيش إلى أخذ تدابير مشددة لطمأنة المواطنين، ومنعاً لأي احتكاك. وكان أهالي الشباب المفقودين، المعتصمون في خيمة نصبوها بجوار مسجد النوار في حي المنكوبين، طلباً لاسترجاع جثث من قتل منهم أو معرفة مصير الباقين، أزالوا الخيمة لإعطاء فرصة للدولة لتلبية طلباتهم. وقال إمام المسجد الشيخ محمد إبراهيم: «نطلب معرفة مصير 17 شاباً فقدناهم ولا بد من إحضارهم أحياء كانوا أم أمواتاً، وإن كانوا أسرى فليخبرونا». وانطلقت مسيرة شبابية من أحياء باب التبانة ودوار نهر أبو علي والزاهرية باتجاه ساحة جمال عبد الناصر في طرابلس لتنفيذ اعتصام حتى معرفة مصير الشبان. مشاريع القاع وفي السياق، تحدثت الوكالة «الوطنية للإعلام» عن إصابة الشاب بشار حسن أمون (18 سنة) خلال تبادل إطلاق النار بين أحد مراكز الجيش اللبناني في منطقة مشاريع القاع الحدودية مع سورية ومسلحين من الجانب السوري. ونقل إلى مستشفى الهرمل للمعالجة. وأكدت قيادة الجيش - مديرية التوجيه الحادث، وأفادت في بيان انه «في السادسة والنصف مساء أول من امس تعرض أحد مراكز الجيش في منطقة مشاريع القاع الحدودية لرشقات نارية من قبل مسلحين من الجانب السوري»، مشيرة إلى أن عناصر المركز ردت على مصادر النار بالمثل، من دون تسجيل أي إصابات في الأرواح. وأوضحت قيادة الجيش في بيانها أن الوضع «أعيد إلى طبيعته، وتقوم وحدات الجيش بتعزيز إجراءاتها الميدانية في المنطقة لحماية المواطنين والتصدي لأي اعتداء»، لكن مصدراً أمنياً لبنانياً أوضح امس لوكالة «فرانس برس» أن الجيش اللبناني ألقى القبض بعد تبادل إطلاق النار على احد المسلحين، «وهو لبناني من بلدة عرسال مواليد 1995 ونقل إلى احد مستشفيات المنطقة ووضع تحت الحراسة».