عاد الهدوء إلى مدينة طرابلس (شمال لبنان) امس، بعد توتر الوضع الأمني ليل أول من امس، على خلفية الأنباء عن مقتل 17 شاباً من مجموعة شباب من المدينة وعكار توجهوا إلى داخل الأراضي السورية ل «الجهاد»، وفق المعلومات التي ظلت متضاربة حول ما حصل بدقة في منطقة تلكلخ (ريف حمص) الحدودية مع لبنان. ولم يعرف مصير المجموعة التي يزيد تعدادها عن 20 شاباً. وأعلن طلاب كلية العلوم في الجامعة اللبنانية - الفرع الرابع (طرابلس) الإضراب غداً الإثنين «حداداً على الطالب مالك الحاج ديب الذي قتل في مكمن تلكلخ». خيمة في المنكوبين ونصب شبان من منطقة المنكوبين في طرابلس خيمة كبيرة على طريق فرعية بالقرب من مسجد النور، «احتجاجاً على الأخبار المتوافرة عن سقوط ما يزيد عن 17 شاباً من طرابلس وجوارها في تلكلخ من دون تحديد مصيرهم إن كانوا قتلى أو أسرى أو جرحى». وأكد الشبان «استمرار نصب الخيمة لمدة يومين»، مطالبين الدولة ب «التدخل وتحديد مصير الشبان الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين سنة»، مهددين «بنقل الخيمة إلى الطريق الدولية في منطقة البداوي التي تربط طرابلس بعكار والحدود السورية». ووصف عضو كتلة «المستقبل» النيابية خالد الضاهر في حديث متلفز، ما حصل بأن «بعض الشباب المتحمسين تحركوا في شكل فردي لمساعدة الجيش السوري الحرّ بسبب المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق النساء والأطفال، إضافة إلى مشاركة «حزب الله» في عمليات إلى جانب النظام»، موضحاً أن «عدد قتلى المكمن السوري 4 أشخاص فقط، وهناك اثنان معتقلان، والباقون مفقودون أو فارون». وقال إن «بعض الناجين تواصلوا مع أهلهم في لبنان وأطلعوهم على ما حصل، فيما لجأ بعضهم إلى الجيش السوري الحرّ». وطالب الشباب «بعدم الزج بنفسه في الحوادث الجارية في سورية وعدم التدخل ميدانياً في ما يجري، فنحن نرفض ذلك، والجيش السوري الحرّ ليس في حاجة إلى مقاتلين إلى جانبه، والشعب يريد دعماً إعلامياً وسياسياً ومساعدات إنسانية للنازحين، وعلى العالم دعم الجيش السوري الحر بالأسلحة والعتاد». وجدد الضاهر مطالبته بنشر الجيش اللبناني والقوات الدولية على الحدود اللبنانية-السورية، لافتاً إلى أن «الجيش لم ينتشر حتى الآن فعلياً على الحدود». وأوضح عضو الكتلة ذاتها محمد كبارة لوكالة «الأنباء المركزية»، أن «لا معلومات دقيقة حتى الآن في شأن مقتل الشبان الذين ذهبوا إلى سورية للقتال بسبب تورّط حزب الله في قتل الشيوخ والأطفال والنساء في سورية»، نافياً أي «علاقة لتيار المستقبل بهؤلاء الشباب»، وقائلاً إنهم «ذهبوا إلى سورية باندفاع شخصي وإيماني من دون علم ذويهم تعاطفاً مع الشعب السوري المضطهد». في المقابل، أسف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية علي خريس «لحادثة تلكلخ والشبان الذين ذهبوا ضحيتها»، مستنكراً «قيام بعض الجهات بالتحريض وزرع الأفكار السوداوية في عقول الشباب وزجّهم في معركة لا علاقة لهم بها من قريب ولا من بعيد»، متمنياً «أن يكون هناك التزام فعلي من قبل جميع الأطراف اللبنانية بقرار الحكومة النأي بالنفس تجاه الوضع السوري».