كان يحلم ببناء «جسم» كامل، كاملاً على الأقل بحسب ما يراه هو، لكن الرحلة الطويلة الشاقة انتهت به في ميناء غير ذاك الذي بحث عنه، فلاعب كمال الاجسام السابق بنادي الشعلة الحكم تركي الجميعة، يعاني اليوم من سرطان في القولون مرجعه بحسب تأكيدات اللاعب إلى المنشطات التي كان يتعاطاها في مرحلة البناء. التفاصيل الحزينة لرحلة المرض الطويلة يرويها الجميعة ل«الحياة»، لكنه كان حريصاً في كل أجزاء حديثه على توجيه تحذير جاد للرياضيين والشباب كافة من تعاطي أياً من أنواع المنشطات، قبل ان يؤكد أن اهمال هيئة مكافحة المنشطات السعودية لهذه الظاهرة الخطيرة لعب دوراً مهماً في توافر المنشطات في أماكن مختلفة. يقول الجميعة: «للأسف اصبح تناول المنشطات بأنواعها شائعاً بين كثير من الرياضيين من دون الانتباه لأضرار كبيرة تتركها هذه المواد على جسم الانسان وصحته»، ثم يعود إلى سرد قصته، «كنت ازاول لعبة كمال الاجسام، وكحال بقية زملائي في اللعبة استخدمت أبراً غير مشروعة رياضياً بغية تنمية العضلات مثل «انابولك» و«هرمون النمو» و«الاحماض الامينية»، واليوم أعاني من سرطان في القولون بسبب تلك المواد»، الندم يبدو واضحاً في حديث الجميعة، «عشت وهم البنية اللافتة للأنظار ها أنا اليوم أحصد نتيجة لم تكن في الحسبان». الخطورة الحقيقية تكمن في سهولة توافر تلك المواد المنشطة، إذ يقول الجميعة: «كنت احصل على المنشطات بيسر فهي متداولة بشكل لا يصدق ليس من لاعبي كمال الاجسام فقط بل من الرياضيين كافة، وعلى رغم ان هناك ادوية مفيدة ولا تترك اثراً سلبياً، إلا ان الجهل بطرق تعاطيها يكون سبباً للإصابة بأمراض، انا اؤكد ذلك، من خلال معرفتي بمثل هذه الامور، فكل ما يباع هنا يكون في الغالب خطيراً كما ان الابر المستخدمة تكون منتهية الصلاحية والبروتينات حتى الصالح منها يكون عديم الجدوى لأسباب تتعلق بطريقة تخزينه وغياب الطريقة السليمة للحفظ». الصدمة التي تلقاها الجميعة بعد تشخيص مرضه دفعته إلى التواصل مع المدربين الذين نصحوه بتعاطي تلك المنشطات إبان ممارسته للعبة، لكن تلك الخطوة لم تجدِ نفعاً إذ يقول: «تبرأ مني كل المدربين الذي أشرفوا على تدريبي، الذين باعوا لي المنشطات وحبوب بناء الجسم بعد أن كشفت لهم مرضي، وباتوا يرفضون استقبال اتصالاتي»، معاناة الجميعة عززت خبرته ورأيه في مجال المنشطات وخطورتها، إذ يبدو مطلعاً على كل تفاصيل توزيعها ومتعاطيها أيضاً، «استخدام هذه الأنواع من المنشطات لا يقتصر على لاعبي كمال الاجسام بل هي منتشرة، وهذا الامر يعود لضعف الرقابة أو انعدامها في الكثير من الأحيان، فمعظم البطولات التي تنظم على مستوى كمال الاجسام تخلو من عملية فحص العينات، والامر لا يقتصر على كمال الاجسام بل على الالعاب كافة، كما أن غياب التوعية والثقافة الرياضية لدى الكثيرين يلعب دوراً مهماً في رواج المنشطات، كشف المنشطات هنا مقتصر على كرة القدم على رغم ان معظم الحالات المكتشفة تأتي في ألعاب أخرى». تفاصيل غريبة حول المنشطات وأنواعها يكشفها الجميعة، إذ يصر على أن «اخر ما توصل اليه المتعاطون لمنشطات هو مادة الانسولين التي تساهم ببناء قوي للعضلة وحرق الدهون وهذا الدواء مادة خطيرة تصيب متعاطيها بمرض السكر» -بحسب كلام الجميعة-.