تحدثت مجموعة من النساء والرجال مع «الحياة» عن فكرة أن تخطب المرأة لنفسها، تقول موظفة في أحد المصارف هيام أبو راشد: «على رغم شرعية الفكرة إلا أنها ما زالت تقليدية في هذه المسألة، فرأت ضرورة وجود الرجل بأن يكون وسيطاً، لكن أن تذهب المرأة وتخطب لنفسها بنفسها، أين الحياء؟»، وتضيف: «قد أكون رجعية، لكني ضد ذهاب الحياء باسم الحرية، ولا يمكن أن أقارن رجال الأمس برجال اليوم، هل هناك اليوم من يستاهل أن أتقدم لخطبته؟ وإن وجد أيضاً لن أتقدم لخطبته، كبريائي يمنعني». فيما تقبلت الفكرة نجلاء حريري، وقالت: «لنا في زمن رسولنا الكريم قدوة، لذا أنا متقبلة للفكرة تماماً، ولو لم تكن مفيدة لما سبقنا بها الأنبياء والصحابة» وأكّدت أنها لن تمانع من زواج ابنها من فتاة خطبت نفسها له، إذا كانت ذات خلق ودين، ولن تقلل من قيمتها في نظري بل على العكس، هذه امرأة أرادت العفاف، ولم تتقدم لابني إلا لأنها رأت منه ما يرغبها بأن تمضي حياتها معه. وأضافت: «إني أشجع على هذه الفكرة، على رغم أن بعض أفراد المجتمع لا يزال يرفض أن تخطب المرأة لنفسها حتى لا تقلل من قدرها، لكن من له عقل يدرك ويفرق بين المرأة اللعوب والمرأة التي تريد العفاف، ولم تفعلها إلا لثقتها بنفسها، مبينة أفضلية وجود وسيط، وإن لم تجد، وكان قريباً لها في العمل فما المانع أن تلمح له بطريقة لا تعدم حياءها، وهذا الأفضل، وإن تم رفضها، فما الأهمية؟ فهناك رجال يتم رفضهم، منبهة ألا تقدم المرأة على هذا الأمر إلا إذا وجدت من تثق بأمانته ودينه». فيما تخوّف أحمد عبدالقادر من أن تخطب المرأة لنفسها، على رغم أنه حق لها، وذلك لأن معظم الشباب في هذا الزمان ذئاب على شكل بني آدم، لذا شدد على أهمية الوسيط. وقال: «من حق المرأة انتقاء الرجل ذي الخلق، ولكن أن تحدثه مباشرة، أرى صعوبة هذا الأمر، فحتى السيدة خديجة لم تحادث الرسول مباشرة، وهو سيد الخلق، ونعلم أن هناك نساءً عرضن أنفسهن للزواج من الرسول، وأثبت ذلك القرآن، وأعرض الرسول عنها، لكن لم يمنعها، فهناك صعوبة لتقبل هذا الأمر في هذا الوقت، ورأى أن التلميح أفضل من التصريح، حتى لا يطمع بها، ويستغلها، ثم ينال منها، ويرمي بها، ولا تكن المرأة صغيرة، فخبرتها قليلة في الحياء، ومنعاً من التحرج حين يكون هناك عدم قبول». وأضاف: «إن كانت الظروف تجمع المرأة والرجل تحت مظلة وظيفية، لا بد للمرأة أن تفكر ألف مرة، وتحرص على أن تحافظ على عزتها وكبريائها، إذ إن معظم الرجال في هذا الزمان أشبه ما يكونوا بالذئاب». وأشادت سيدة الأعمال لمياء السقاف بفكرة أن تخطب المرأة لنفسها، ولما التحرج من الفكرة، وقد سبقتنا بها السيدة خديجة، التي هي أفضل منا بكثير، وقالت: «أنا لا مانع أن تخطب المرأة لنفسها، وقد سبقتنا بذلك السيدة خديجة، هل أنا أفضل منها؟ وماذا يمنع إن أرادت الفتاة أن تستر على نفسها بسرية لحفظ ماء وجهها، خصوصاً في ظل نظرة المجتمع التقليدية، لكن لا بد أن يكون هناك أسلوب وزاوية معينة، تدخل منها المرأة الذكية، حتى تحفظ ماء وجهها وكبريائها، وأن يكون الرجل ذا خلق وفكر يستحق أن تعرض عليه المرأة نفسها للزواج، فهذا أفضل من العلاقات المحرمة باسم الحب». وبيّن الكاتب منصور الضبعان أن المجتمع ساهم في إخفاء حق مشروع للمرأة، يتمثل في خطبتها لنفسها، مشدداً على ضرورة رفع الوعي الاجتماعي في هذا الشأن، وقال ل«الحياة» : «إن الشرع والعقل متوافق جداً، مع فكرة أن تخطب المرأة لنفسها، وهناك صور كثيرة في التاريخ الإسلامي، قد تكون هناك مشكلة في السعودية باختلاف الأفكار والعادات والتقاليد من منطقة إلى أخرى، لكن بحكم معرفتي، رأيت أن هذه الفكرة مقبولة وناجحة، ومررت بالكثير منها، على رغم إصرار المجتمع على إخفاء هذا الحق، الذي أباحه الإسلام للمرأة، مع أنه يبني المجتمع».