.. من المتعارف عليه في مجتمعاتنا العربية وعلى اختلاف عاداتها وتقاليدها أن الشاب هو الذي يقوم بإختيار شريكة حياته ومن ثم خطبتها ، ولكن ما ذا لو حدث العكس بأن تختار الفتاة شريك حياتها وتقوم بإرسال من يقوم بتلك المهمة أو توحي اليه باعجابها بهذا الشاب.. والسؤال الآن: هل خلعت الفتاة بهذا التصرف برقع حيائها وأساءت لنفسها أم انها تصرفت بحكمة؟! «الرياض» التقت بعدد من الشباب والفتيات لمعرفة اجابتهم على هذا السؤال. مها العنزي: معيدة بكلية التربية للبنات. تقول إن للزواج في مجتمعاتنا العربية خصائص وبرتوكولات لايمكن لأي طبقة من مجتمعاتنا التغاضي عنها أو حتى التهاون بقواعدها لأهميتها، ومن الأعراف السائدة عند الجميع أن يتقدم الشاب لخطبة الفتاة من ولي أمرها، وما حدث في وقتنا الحالي غير مسار هذا الاتجاه؛ حيث أصبح عدد من الفتيات ذوات السيرة الحسنة يقمن بطلب الشاب المعروف بين جماعتها بحسن الخلق والدين للزواج منها بطريقة مهذبة وسليمة بحيث لاتسيء لسمعتها أو سمعة اهلها، وغالبا ما تتم تلك الخطبة بطريقة غير مباشرة إما أن تكون عن طريق إحدى قريباتها أو تلميحات الأهل لذلك الشاب، واعتقد أنها ربما تكون ناجحة إذا تفهم الشاب مقصد تلك الفتاة . محمد الحربي.. موظف إداري يشير الى أنه تعرض لهذا الموقف أكثر من مرة، وقال: كثيرا ما يلمح لي بعض الآباء بأن أتقدم لخطبة إحدى بناته ، وهذا ليس عيبا بأن يختار الأب لابنته من يجده كفؤاً لها وكلنا يعلم بهذه المقولة(اخطب لبنتك قبل تخطب لولدك) كذلك فقد قالت لي إحدى قريباتي بأن ابنة أختها تتمنى أن أكون زوجا لها وهذا لم ينقص من قدرها بل زاد من مكانتها عندي فهي معروفة بحسن الخلق والدين وبعد أن استشرت والدي ووالدتي في امر خطبتها اثنوا عليها وعلى أهلها لذا أنوي أن أتقدم لخطبتها في القريب العاجل إن شاء الله . الشابة ريم تقول إنه مع كثرة من تقدموا لخطبتي لم أجد الشخص المناسب والمطابق لمواصفات فارس احلامي، ولذا قررت حينها وبتفكير داخلي أن ألمح لخالتي أني أتمنى ابنها زوجا لي ولو تقدم لن ارفضه فهو مميز بكل ما تحمله هذه الكلمة والجميع يشهد له بحسن الخلق والدين ولكن فطنة خالتي اكتشفتني واعترفت لها بما يجول داخلي وقلت لها إذا لم يردني زوجة له فهذا لن يؤثر بعلاقتنا ابدا . أما خديجة فتقول: كنت اسمع عن شخص من أقاربي يعيش في مدينه أخرى غير مدينتنا التي نعيش فيها بالثناء عليه بحسن الدين والأخلاق والتعليم وفي إحدى المرات أخبرتني إحدى الأخوات بقدومهم لمدينتنا فطلبت من والدتي أن تقوم بالاتصال على والدته لدعوتها إلى العشاء وكنت حريصة أن اظهر جميع محاسني أمامها فربما تخطبني لأبنها وهو هدفي من كل ما فعلت، ولكن للأسف فهي لم تنظر لي بقدر نظراتها لأختي التي تصغرني فقامت بخطبتها ولكنها لم توافق مراعاة لمشاعري فقد كانت تعلم بما اخطط له . حول هذا الموضوع سألنا الشيخ أبوالمعالي القرني فقال: أرى انه لا بأس من أن تسعى الفتاة لتزويج نفسها خاصة في هذا الزمن مع المحافظة على كرامتها وحيائها كأن تخبر أحدا من ذوي أصحاب الثقة من الأهل أنها تتمنى ذلك الشخص زوجا لها وأنها لن ترفضه إذا تقدم لخطبتها بحيث لا يعلم الشخص انها هي من تريده حتى لا تحرج الفتاة إذا رفض الزواج بها، وكلنا يعلم ما قامت به السيدة خديجة رضي الله عنها مع الرسول صلى الله عليه وسلم حين لمست من المصطفى الصدق والامانه وعلامات النبوة والنجابة وعرضت على الرسول الزواج منها وذلك عن طريق غير مباشر بإرسال خادمها له واستطلاع رأيه في الأمر وأرى انه لا بأس من أن تفعله المرأة متى رأت أن الرجل مناسب لها ويشهد له الجميع بحسن الدين والخلق ولا حرمة في هذا بل إن هناك من يسميها سنة السيدة خديجة وعامة الناس ليسوا جميعا على نفس المثال فهناك من يرى أن هذا السلوك يناسبه وهناك من يرفضه وهذا يتوقف على طبيعة الفتاة.