وصل المتمردون في الكونغو الديموقراطية إلى مشارف مدينة غوما (عاصمة شرق البلاد) بعدما دفعوا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات الحكومية للتراجع، لكن الناطق باسم المتمردين التابعين لحركة «إم 23» فياني كازاراما أكد أنهم لا يعتزمون الاستيلاء على المدينة. وقال الكولونيل كازاراما إن مقاتلي المتمردين تقدموا حتى باتوا على بعد كيلومترين من غوما بعد ساعات من الاشتباكات. وأضاف: «لن نسيطر على المطار وإنما نرد على هجوم الجيش، نحن نفعل ذلك لكسر قدرة جيش جمهورية الكونغو الديموقراطية». وأقر الكولونيل أوليفير هامولي الناطق باسم الجيش الكونغولي بوجود قتال «على بعد نحو خمسة كيلومترات من المطار» في غوما. في الوقت ذاته، حذرت الحركة المتمردة الأممالمتحدة من مواصلة دعم الجيش في شرق الكونغو الديموقراطية، وذلك بعد تدخل القوات الدولية بالمروحيات لمساندة الجيش، إثر سيطرة الحركة على مدينة كيبومبا في إقليم كيفو الشمالي. وقال الناطق باسم حركة «إم 23»: «نحذر بعثة الأممالمتحدة التي تقوم بقصف مناطقنا بدلاً من التزام الحياد على الأرض». وزاد: «إذا واصلوا قصفنا فسنرد». وبعد هدنة نسبية لثلاثة أشهر تجددت المعارك منذ الخميس، بين الجيش النظامي وحركة «إم 23» في المنطقة المحاذية للحدود مع رواندا، ما دفع آلاف المدنيين إلى الهرب. وفي اختتام اجتماع طارئ عقد بطلب من فرنسا طلب مجلس الأمن وقف زحف المتمردين باتجاه غوما و «الوقف الفوري لكل دعم خارجي وكل تزويد لحركة إم 23 بالعتاد». ويملك المتمردون خصوصاً أجهزة للرؤية الليلية سمحت لهم بشن هجومهم على كيبومبا التي تبعد 25 كلم عن غوما كما قال قائد عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام إرفيه لادسو الذي أكد أيضاً حصول المتمردين على مدافع هاون ثقيلة من عيار 120 ملم. وكانت فرنسا طالبت ب «الوقف الفوري للمعارك» التي من شأنها أن تقود إلى «مأساة إنسانية جديدة». ودعت أيضاً إلى «حماية المدنيين وجميع العاملين الإنسانيين» كما «طالبت دول المنطقة كافة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية الكونغو الديموقراطية». وتتهم كينشاسا كيغالي بدعم حركة «إم 23»، لكن رواندا تنفي ذلك. وصرح ناطق باسم حكومة جمهورية الكونغو الديموقراطية لامبير مندي السبت بأن «أربعة آلاف رجل في طوابير مؤللة وراجلة» وصلوا «آتين من الأراضي الرواندية». واتهم بيان لمجلس الوزراء عقد جلسة طارئة في كينشاسا «أن ثلاث كتائب من الجيش الرواندي بقيادة ضابط، اللواء الرواندي روفوشا ووحدتين خاصتين من الجيش إحداهما وحدة مدفعية ثقيلة بقيادة الجنرال الرواندي غاتاما كاشومبا» دعمت حركة «إم 23». وقرر المجلس إرسال بعثة تقويم «على الفور». وهذا الوفد سيجري «تقويماً للعواقب الناجمة عن الموجة الأخيرة لتحرك الجيش الرواندي في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية». وأكد الناطق باسم الجيش الرواندي جوزف نزابامويتا أنه لا يوجد «أي جندي من الجيش الرواندي» في جمهورية الكونغو الديموقراطية. ويتمركز حوالى 6700 عنصر من بعثة الأممالمتحدة في إقليم كيفو الشمالي وحوالى 1400 في غوما وجوارها. وأشار خبراء الأممالمتحدة إلى ان رواندا وأوغندا تدعمان المتمردين وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصل السبت بالرئيس الرواندي بول كاغامي ليطلب منه المساعدة على وقف تقدم «إم 23».