صعدت إسرائيل من عدوانها على قطاع غزة، فشنت طائراتها الحربية مئات الغارات على منازل الفلسطينيين وأراضيهم وعدد من المكاتب الصحافية، كما واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية قصف بلدات ومدن إسرائيلية بعشرات الصواريخ المحلية الصنع، في وقت بدأ محللون وسياسيون بالحديث عن قرب التوصل إلى تهدئة. وسقط أمس 14 شهيداً، ما رفع عدد الذين سقطوا منذ بدء العدوان في 14 من الشهر الجاري إلى 57 شهيداً، وأكثر من 600 جريح، عدد كبير منهم من النساء والأطفال وكبار السن. واستشهد الطفلان تامر أبو اسعيفان، وجمانة أبو اسعيفان (عام ونصف العام)، وأصيب أكثر من 12 آخرين في قصف أصاب عائلة أبو فول في مخيم جباليا شمال القطاع. كما استشهد المواطن احمد النحال (27 عاماً) والطفلة تسنيم النحال (9 أعوام) وأصيب 8 آخرون في غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، فيما انتشلت الطواقم الطبية جثة المواطنة نوال عبدالعال (52 عاماً) من تحت أنقاض منزلها الذي تعرض إلى الانهيار لحظة قصف مركز الشرطة في حي التفاح شمال المدينة. واستشهدت المواطنة سعدية الذيب في غارة على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما استشهد الطفل أياد أبو خوصة (عام ونصف العام) وأصيب شقيقه في قصف منزل شرق مخيم البريج وسط القطاع. وفي رفح جنوب القطاع، استشهد محمد أبو نقيرة في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزله. وأعلن عن استشهاد سهيلة الدلو (50 عاماً) وسماح الدلو (22 عاماً) وتهاني حسون الدلو (70 عاماً) وعبدالله المزنر (22 عاماً) وجرح أكثر من عشرة باستهداف منزل لعائلة الدلو في حي النصر شمال غزة. وفي وقت لاحق، عثر على جثة الرضيع إبراهيم الدلو (11 شهراً) تحت أنقاض المنزل. كما استشهد محمد العف (33 عاماً) مساء أمس في غارة إسرائيلية على منطقة الغفري شمال مدينة غزة. وفي تطور لافت، قصفت طائرتان حربيتان برجي «شوا وحصري» و «الشروق» اللذين يضمان عشرات المكاتب الصحافية المحلية والأجنبية العاملة في القطاع. وأصيب في القصف ستة صحافيين ومصوران في «فضائية القدس»، وصفت جراح معظمهم بالمتوسطة، فيما اضطرت الأطقم الطبية لبتر ساق مصور القناة خضر الزهار. كما تم تدمير مكتب قناة «روسيا اليوم» في القصف. وعلى صعيد المقاومة الفلسطينية، أعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أنها نفذت 900 هجمة صاروخية على مدن وبلدات إسرائيلية. وقالت على لسان الناطق باسمها «أبو عبيدة» إن كل ما تم استهدافه خلال عملية «حجارة السجيل» جزء من بنك الأهداف الموجود لديها، مؤكدة أنها قادرة على الصمود فترات أطول من تلك التي صمدتها خلال 22 يوماً من «حرب الفرقان» عام 2008. وأكد في كلمة مصورة بثتها «فضائية الأقصى» التابعة للحركة أمس أن «مجاهدي القسام أسقطوا طائرة حربية» مؤكداً أن حطامها سقط في البحر، وقال: «هذه الجولة لن تكون الأخيرة مع العدو بل هي فاتحة الطريق نحو تحرير أرضنا المحتلة». ونفى المزاعم الإسرائيلية التي تتحدث عن تدمير القوة الصاروخية، قائلاً إن منظومة «القبة الورقية» أصبحت وراء ظهور الكتائب ورجالها . وأضاف أن «كتائب القسام لا تزال تحتفظ بقوتها، ولا زال لديها الكثير من الأوراق والمفاجآت، وأنها تحتفظ بعناصر القوة الكافية لإرهاق العدو وسحق غطرسته». إسرائيلياً (أ ف ب)، انطلقت صفارات الإنذار أمس في تل أبيب لليوم الرابع على التوالي، بينما أكدت الشرطة الإسرائيلية أن نظام القبة الحديد اعترض صاروخين أطلقا من قطاع غزة. وقالت ناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية في بيان إن سيارة في حولون (جنوب تل أبيب) اندلعت فيها النيران «على ما يبدو نتيجة سقوط شظايا نتيجة تدمير القذيفة الصاروخية». وكانت ذكرت أن 25 صاروخاً أطلقت أمس على مناطق مختلفة في إسرائيل دمر معظمها لكن أحدها أصاب مبنى سكنياً في مدينة عسقلان وأدى إلى إصابة شخص بجروح طفيفة، بينما أصاب آخر آلية، ما أدى إلى اشتعالها في المنطقة نفسها. وأوضحت أن اثنين من هذه الصواريخ دمرا في سماء مدينة تل أبيب. من جهة ثانية، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن «طائرات من سلاح الجو شنت أكثر من 50 غارة منذ منتصف ليل السبت - الأحد على أهداف مختلفة (في غزة) بما فيها منصات صواريخ وأنفاق ومراكز تدريب لحماس». وقال الناطق العسكري إن «مجموع ما أطلق من قطاع غزة منذ الأربعاء على الأقل 766 صاروخاً باتجاه إسرائيل، أصاب نحو 493 صاروخاً جنوب إسرائيل، وتم اعتراض 273 صاروخاً من منظومة القبة الحديد».