في اليوم الرابع من عملية «عمود السحاب» التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، استهدف الجيش الاسرائيلي رموز سلطة حركة «حماس»، فيما لوّح القادة الاسرائيليون بشن هجوم بري على غزة. في الوقت نفسه، واصل الفلسطينيون قصف المدن الاسرائيلية المحاذية للقطاع، فيما دوت صفارات الإنذار في تل ابيب، في اشارة الى هجوم صاروخي يستهدف المدينة وسمع دوي انفجار. وشوهدت سحابة من الدخان في السماء فوق الضواحي الجنوبية لتل ابيب، المركز التجاري الرئيسي في اسرائيل. وقالت اذاعة اسرائيل ان إحدى بطاريات «القبة الحديد» المضادة للصواريخ اعترضت في ما يبدو الصاروخ في الجو. وقالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في غزة، انها أطلقت صاروخاً على المدينة في ثالث هجوم من نوعه منذ شنت اسرائيل هجماتها الجوية على القطاع الأربعاء. وكانت مقاتلات حربية اسرائيلية شنت غارات صاروخية فجر امس على مقر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها «حماس» في غزة اسماعيل هنية، ما ادى الى تدميره بالكامل. وقال ناطق عسكري اسرائيلي: «استهدفنا المقر العام لهنية»، فيما اظهر مقطع فيديو وزعه الجيش انفجار المبنى. كما استهدفت غارة اسرائيلية بصاروخين منزل مدير العلاقات العامة والدولية في وزارة داخلية «حماس» ابراهيم صلاح، ما ادى الى اصابة اكثر من 30 فلسطينياً، غالبيتهم من افراد عائلة صلاح. وفي ساعات الفجر الاولى، قصفت الطائرات الحربية مقر قيادة الشرطة الذي تديره «حماس» في منطقة الرمال غرب غزة، ما ادى الى اصابته بأضرار جسيمة. وفي الطريق قرب مقر الشرطة، شوهد صاروخ لم ينفجر يبدو ان طائرة اسرائيلية اطلقته. وذكر مراسلون انه تم قصف الجامعة الاسلامية وملعب فلسطين في غزة ايضاً. كما احدثت اربعة صواريخ حفراً كبيرة في ستاد «فلسطين» الرئيس غرب غزة. وخلت الشوارع من المارة إلا من سيارات الاسعاف والاطفائيات التي كانت تتحرك بسرعة وهي تطلق صفارات الانذار نحو الاماكن المستهدفة. وأدت سلسلة الغارات الاسرائيلية على غزة امس في اطار عملية «عمود السحاب» الى استشهاد تسعة فلسطينيين، بينهم اربعة من ناشطي «كتائب القسام» في غارات استهدفت منطقة رفح جنوب القطاع ووسطه. في المقابل، اعلن الجيش الاسرائيلي اصابة اربعة من جنوده في اشكول بجروح طفيفة بصاروخ اطلق من غزة. وتزامن اعلان الجيش مع صدور بيان ل «كتائب القسام» بأنها اطلقت «خمس قذائف هاون» على «موقع ريعيم العسكري» قرب «كيسوفيم» القريب من وسط قطاع غزة. وقالت ناطقة باسم الجيش ان «قواتنا الجوية شنت اكثر من 830 غارة على غزة منذ بدء عملية عمود السحاب». ووفقاً لاحصائية للتلفزيون الاسرائيلي، شن الجيش نحو 180 غارة جوية على قطاع غزة ليل الجمعة - السبت. وأضافت الناطقة باسم الجيش انه «اطلق اكثر من 350 صاروخاً من قطاع غزة على اسرائيل، من بينها اكثر من 200 صاروخ تم اعتراضها» من نظام القبة الحديد المضاد للصواريخ، لافتة الى ان «عدد تلك الصواريخ انخفض في شكل كبير». وأعلن الجيش انه دمر موقعاً في قطاع غزة تستخدمه «حماس» في انتاج طائرات عسكرية من دون طيار. وأظهرت مشاهد من تسجيل فيديو صوره الطيران الاسرائيلي تجربة لطائرة من دون طيار تحلّق فوق مسار قريب من حظيرة طائرات كبيرة في مدينة غزة واقعة بين مبانٍ سكنية عدة. ودان وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام الذي تفقد خلال زيارته لغزة والتي تستمر ساعات، مقر الحكومة المدمر «العدوان السافر» الاسرائيلي على غزة. وقال: «لم يعد هذا العدوان مقبولاً ولا مشروعاً بأي مقياس من المقاييس». وبينما كان يتفقد دمار المقر، سمع دوي انفجار نجم عن غارة جوية جديدة على شرق مدينة غزة. وكان الرئيس محمود عباس اعلن في خطاب متلفز اول من امس ان الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة لن يحول دون المسعى الفلسطيني للحصول على مكانة دولة غير عضو في الاممالمتحدة، لافتاً الى ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيقوم بزيارة للأراضي الفلسطينية «خلال يومين او ثلاثة».