باتت للثقافة المغربية نافذة أخرى للوصول إلى القارئ عبر شاشة التلفزيون، فبعد برنامج «مشارف» الشهير الذي يعدّه ويقدمه الشاعر والإعلامي ياسين عدنان عبر القناة التلفزيونية المغربية الأولى، أبصر النور على القناة المغربية الثانية «دوزيم» برنامج ثقافي جديد يعنى بعالم الكتاب وجديد الإصدارات الثقافية المغربية، بعنوان «الناقد» من إعداد وتقديم أحمد زايد. ويحرص البرنامج على تقديم الإصدارات الثقافية المغربية الجديدة بحضور أصحابها، بحيث يُدعى الضيف وتطرح عليه أسئلة حول كتابه وأهم القضايا المطروحة فيه. من هنا حلّت على البرنامج مجموعة من المثقفين المغاربة مثل محمد الطوزي، سعيد بنكراد، حسن مخافي، حسن المودن، خالد بلقاسم، إبراهيم الحجري، إسماعيل شكري، خديجة سبيل وسواهم. واللافت في البرنامج أنه يجعل من الكتاب ضيفاً له، بحيث يسعى للتعريف به ويفتح المجال أمام المشاهد للتعرف الى مضمونه وصولاً الى دفعه لاقتنائه. ولا شك في أن الحديث عن الكتاب على المستوى الإعلامي التلفزيوني يساهم في شكل كبير ومباشر في عملية التعريف به، وهو أمر ليس هيناً، فعدد الذين يشاهدون التلفزيون أكثر بكثير من الذين يسعون للارتباط بعالم الكتب ومتابعة جديد ما تقدمه المكتبات. انطلاقاً من هنا، ساهم هذا البرنامج التلفزيوني الثقافي المغربي في تقديم مجموعة من الكتب المغربية على اختلاف المجالات الثقافية التي تندرج فيها، بدءاً من الشعر والرواية والنقد وصولاً الى الكتب التي تهتم بالمجالات الفكرية والاجتماعية وحتى العلمية منها، مثل الكتب الفلسفية والسياسية والاجتماعية وسواها. ولا بد من التنويه بالإعداد والتقديم الذي يتولاهما الإعلامي أحمد زايد، ما ينمّ عن معرفة دقيقة بالكتب التي يقدمها، مع حرصه على طرح أسئلة مركزة.