شكلت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، لجنة «عاجلة»، لمتابعة وضع مبنى مدرسي في محافظة القطيف، «مُهدد بالانهيار». فيما قررت طالبات المدرسة الامتناع عن الدراسة، إثر تساقط قطع أسمنتية من أجزاء المدرسة. وطلبت «تربية الشرقية» من اللجنة، إعداد تقرير عن مبنى المدرسة، ورفعه إليها، لاتخاذ قرار بشأن المدرسة، التي تدرس فيها نحو 500 طالبة، إضافة إلى عشرات المعلمات والإداريات. وتسبب سقوط قطع أسمنتية من أدراج المدرسة الابتدائية الأولى للبنات في بلدة العوامية (محافظة القطيف)، الأربعاء الماضي، في امتناع الطالبات عن الذهاب إلى المدرسة، صباح أمس السبت. فيما تجمعت عشرات الأمهات أمام بوابة المدرسة، للمطالبة بإيجاد حلول «جذرية» لهذه المشكلة، التي مضى عليها نحو 20 عاماًَ، وسط مطالبات متكررة من جانب الأهالي، بإيجاد معالجة للمشكلة. وأوصت إدارة الدفاع المدني في محافظة القطيف، بإخلاء المدرسة، معتبرة أنها «مصدر تهديد لحياة الطالبات». وذلك بعد أن قامت لجنة من الدفاع المدني قبل سنوات، بالكشف على المبنى، ومدى ملائمته، لتصدر توصية بإخلاء مبنى المدرسة، ونقل الطالبات منه لكونه «آيلاً للسقوط». وعلى رغم مرور سنوات على صدور التوصية، إلا أنها لم تُطبق من جانب «تربية الشرقية». وأعاد سقوط أجزاء من قطع الإسمنت في المدرسة قبل أيام، مطالبات الأهالي بمعالجة مشكلة مبنى المدرسة المُشيدة قبل نحو ثلاثة عقود. والتقت أمهات الطالبات أمس، بمسؤولات في إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، وذلك بهدف «توفير مبنى بديل للمدرسة، في الفترة الصباحية». فيما شكلت «تربية الشرقية» لجنة عاجلة للوقف على المبنى، ورفع تقرير عن المدرسة صباح اليوم الأحد. وشهدت المدرسة تجمعاً لعشرات من أمهات الطالبات، التي قررن التوقف عن الدراسة، «احتجاجاً على عدم إخلاء المدرسة، من قبل إدارة التربية والتعليم، على رغم صدور توصيتين من الدفاع المدني، حول خطورة وضع المدرسة على حياة الطالبات». فيما أكدت أمهات الطالبات، أهمية «إيجاد مبنى مدرسة بديل عن هذه المدرسة المتهالكة، التي باتت تهدد حياة الطالبات في أي لحظة». واجتمعت الأمهات أمس، مع مديرة مكتب إدارة التربية والتعليم للبنات في محافظة القطيف سعاد الصبحي، وأبدين قلقهن على حياة الطالبات، مؤكدات على ضرورة «إيجاد مدرسة بديلة». فيما اقترحت الإدارة على الأمهات «توفير مدرسة خارج نطاق البلدة، أو تحويل الدراسة من الصباح إلى المساء، في إحدى مدارس البلدة». وهو ما لاقى رفضاً «جازماً» من جانب الأهالي. فيما أحالت الصبحي، الأمهات إلى إدارة التربية والتعليم في الدمام، «لإيجاد حل سريع لهذه المشكلة»، قبل أن تلتقي الأمهات مجدداً، مع نائبة مدير التوجيه سناء الجعفري، التي وعدت الأمهات بتشكيل لجنة «لتفقد وضع المدرسة». وقالت فاطمة سلمان (إحدى الأمهات)، ل «الحياة»: «إن «نائبة مدير التوجيه، صُعقت بعد اطلاعها على مجموعة من الصور الخاصة، التي أتثبت تهالك مبنى المدرسة». وأشارت إلى أنها «شكلت لجنة عاجلة، للوقوف على صلاحية المبنى، بعد أن استغربت من وضع المدرسة المتهالك، من دون أي تدخل سريع حتى الآن، من قبل إدارة التربية والتعليم». واقترحت الجعفري، بحسب الأهالي «تحويل الدراسة من الفترة الصباحية إلى المسائية، لعدم وجود مدارس شاغرة حتى الآن، وهو الأمر الذي تم رفضه من جانبنا، إلا أنها أقنعتنا بأن هذا هو الحل الوحيد حالياً، لعدم وجود مبنى شاغر، ولعدم رغبة الأهالي في نقل الطالبات إلى مدرسة خارج نطاق البلدة». وحاولت «الحياة» الحصول على تعليق من المتحدث باسم الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد. إلا أنه لم يرد على الموبايل. كما تم التواصل معه عبر البريد الإلكتروني. ولم تتلقَ «الحياة» منه أي رد حتى كتابة هذا الخبر. يُشار إلى أن المدرسة الابتدائية الأولى للبنات في العوامية، تأسست قبل نحو ثلاثة عقود، واشتهرت بين أهالي البلدة ب «المدرسة الآلية للسقوط». فيما أغلقت إدارة المدرسة عدداً من الفصول، «لتهالكها وتشكيلها خطراً على حياة الطالبات». ويعد امتناع الطالبات عن الدراسة هو الثاني من نوعه على مستوى محافظة القطيف خلال العام الدراسي الجاري، بعد أن امتنعت طالبات يدرسن في مدارس بلدة القديح المجاورة للعوامية، عن الدراسة، بعد نقلهن إلى مدارس خارج البلدة، لعدم صلاحية مباني المدارس المستأجرة، التي كن يدرسن فيها. ولم تجد «تربية الشرقية» مباني تستأجرها في البلدة. إلا أن الجانبين توصلا إلى حل للمشكلة، عادت إثرها الطالبات إلى الدراسة، في مبانٍ أخرى نالت قبولهن.