شكلت الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية، أمس، لجنة لتحديد وضع المدرسة الابتدائية الأولى في بلدة الأوجام (محافظة القطيف)، التي تضم نحو 400 طالبة، يتوزعن على 16 فصلاً، وتدرسهن 16 معلمة. ويأتي تشكيل اللجنة تجاوباً من الإدارة مع مطالبات الأهالي، حول «سوء» أوضاع المبنى «الآيل للسقوط» بحسبهم، مشيرين إلى ان دورات المياه في المدرسة التي شيدت قبل أكثر من عقدين «غير صالحة للاستخدام، لعدم توافر المياه فيها». وقالت مساعد المدير العام ل «تربية الشرقية» للشؤون التعليمية الدكتورة ملكة الطيار، في تصريح ل «الحياة»: «توجهت لجنة من الإدارة إلى المدرسة، للوقوف على أوضاع مبناها»، مضيفة «خاطبنا المديرية العامة للمياه لمعالجة مشكلة انقطاع المياه عن المبنى. وهناك تنسيق بيننا وبين المديرية، وهي الجهة المسؤولة عن انقطاع المياه، وسنقف على المشكلة، للوصول إلى حلول لها». وكان أكثر من 40 سيدة من أمهات الطالبات، حاولن أمس، الالتقاء مع مديرة المدرسة، لمناقشة «معاناة» بناتهن «بسبب الأوضاع «المزرية». بيد أنها «رفضت إدخالهن من البوابة، وأمرت الحارس بعدم فتحها»، على حد تعبيرهن، وأمام إصرارهن على الدخول، سمحت بإدخال اثنتين منهن. بدورها، أكدت رئيسة مكتب الإشراف التربوي في رأس تنورة عائشة الحنو، ل «الحياة»، أن «المدرسة لا تعاني من أي نقص، وكل أوضاعها على أحسن ما يكون. وقمنا سابقاً بجولات وزيارات إلى المدرسة، ورفعنا تقارير تفيد بذلك، ولا أعلم سبب اعتراض الأمهات». وقالت والدة إحدى الطالبات: «المشكلة ليست وليدة اليوم، فعمرها سنوات، وحاولنا الالتقاء مع مديرة المدرسة، إلا أنها ترفض استقبالنا، وإن استقبلت الأمهات يكون حديثها مقتضباً، ولا يشجع على مناقشة مشكلات المبنى، فهي تكرر علينا أن حضور الأمهات لا يكون إلا لمسألة حياة أو موت، فيما تؤكد وزارة التربية والتعليم على التعاون بين البيت والمدرسة». وشرحت معاناة الطالبات مع المدرسة، بالقول: «إن المبنى بحاجة إلى تغيير، فهو آيل للسقوط، إضافة إلى عدم توافر المياه، ما يضطر الطالبات إلى شراء المياه من المقصف، واستخدامها للغسيل. فيما تتسرب المياه من الخزانات إلى داخل مرافق المدرسة، ما يزيد من سوء الحال، وقد يؤثر على البنيان»، مضيفة أن «طالبات المدرسة صغيرات في السن، وهن لا يستطعن السيطرة على أنفسهن حينما يحتجن إلى ارتياد دورات المياه، فيما لا تتوافر المياه فيها، فلا يدخلن الحمام إلا بعد الوصول إلى منازلهن. وأدى ذلك إلى ثلاث حالات مرضية». ولفتت إلى أن «الروائح الكريهة تنبعث من دورات المياه، وهي تزكم الأنوف بمجرد دخول المبنى». وانتقدت أم محمد، أسلوب تعامل المديرة مع الطالبات، فهي «تستخدم أسلوب التخويف والترهيب معهن، وتهددهن بالفصل في حال شكت إحدى الطالبات لأسرتها، حول سوء أوضاع المدرسة». وقال ناجي الناصر (ولي أمر طالبة): «لم تجد الأمهات بداً من الذهاب إلى المدرسة، لحل المشكلات القائمة فيها، فالمبنى متهالك، وقد تم ترميمه قبل فترة طويلة»، مضيفاً «رفعنا إلى «تربية الشرقية» شكاوى عدة عن سوء حال المبنى، وبعد جهد جهيد تم ترميمه». ولفت إلى ان المبنى مكون من «ثلاثة طوابق، لا يستخدم منها إلا اثنان فقط». يُشار إلى ان المجلس المحلي في محافظة القطيف، ناقش الأسبوع الماضي، خطة للاستغناء عن 25 مدرسة في مبانٍ مستأجرة، إذ يجري تنفيذ 17 مبنىً. وسيتم التخلص من 18 مبنى مستأجراً خلال السنوات القريبة المقبلة.