شهد محيط بيت الأممالمتحدة في قلب بيروت أمس، تحركات احتجاجية على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في وقت تواصلت المواقف المستنكرة لهذه الاعتداءات والمطالبة بوقفه فوراً. وبعث رئيس المجلس النيابي نبيه بري برسائل إلى كل من رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز، رئيس الاتحاد البرلماني الفرنكوفوني جاك تشانغون، الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج، الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي أندروز جونسون، الأمين العام للبرلمان الآسيوي نجاد حسينيان، الأمين العام لاتحاد برلمانات منظمة المؤتمر الإسلامي محمود إيرول كيليك، رئيس وفد العلاقات مع دول المشرق في البرلمان الأوروبي ماريو ديفيد، حض فيها على عقد جلسات طارئة «من أجل إطلاق حملة برلمانية لممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها المتمادي والمستمر على الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، والبحث في الوسائل الآيلة لحماية الشعب الفلسطيني، وإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل، وتحرير المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وفي الطليعة أعضاء المجلس التشريعي، وتأكيد دعم البرلمانيين في العالم للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وتقرير المصير ومساندة الطلب الفلسطيني للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 الجاري». كما أرسل رسالة إلى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك ونائبه أحمد بحر، معزياً بشهداء العدوان، ومؤكداً «التضامن مع الشعب الفلسطيني المقاوم في التصدي للعدوانية الإسرائيلية والإرهاب الحكومي الإسرائيلي المنظم، الذي يستخدم أحدث أسلحة الموت في الحرب على عزة». وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دان «العدوان الذي يشكل فصلاً جديداً من مسلسل الإجرام الإسرائيلي وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي لكنه لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً على التمسك بحقه في أرضه وكرامته». وأكد في تصريح أن «وحده السلام العادل والشامل الطريق إلى الاستقرار في الشرق الأوسط وأي خيار آخر يعني المزيد من لغة العنف والدم التي لا طائل منها». وبحث الرئيس السابق للحكومة سليم الحص الاعتداء على غزة مع وفد من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» ضم عضوي المكتب السياسي: علي فيصل ومحمد خليل. واعتبر فيصل بعد اللقاء، أن «العدوان يحصل مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية وتسابق جميع الأحزاب لنيل أصوات الناخبين من خلال دماء أبناء شعبنا». وأكد أن «دماء شعبنا في القطاع ليست ورقة في صندوق الانتخابات الإسرائيلية بل هي صوت للمقاومة والوحدة الوطنية وعلى فصائل المقاومة التصرف على هذا الأساس بتوحيد جهودها خصوصاً بعد تشكيل غرفة عمليات موحدة وهي خطوة إيجابية تحتاج إلى استكمال على المستوى السياسي». وطالب ب «قطع العلاقات الدبيلوماسية وطرد السفراء والبعثات الإسرائيلية في الدول العربية ووضع استراتيجية عربية جديدة تعكس موقف الشارع العربي الداعم للشعب الفلسطيني وصموده». وحيّت النائب بهية الحريري في تصريح «صمود الشعب الفلسطيني واستبسال مقاومته في ملحمة البطولة التي يخوضها المقاومون في غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجديد على القطاع»، وقالت: «الحرب الإسرائيلية الجديدة أكدت مرة جديدة بطولة الشعب الفلسطيني وتمسكه بقضيته المحقة والعادلة ودفاعه عن أرضه وحمله هذه القضية إلى المحافل العالمية والدولية». واتصلت الحريري هاتفياً بكل من مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «حماس» أسامة حمدان وممثل الحركة في لبنان علي بركة ومسؤولها في منطقة صيدا أبو أحمد فضل وقدمت لهم التعازي باستشهاد القيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري، وعبّرت عن تضامنها مع «حماس» وأبناء غزة في مواجهة العدوان». ونفذ «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني» و «اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني» وقطاع الشباب والطلاب في «الحزب الشيوعي» اللبناني اعتصاماً تضامنياً أمام بيت الأممالمتحدة تخلله إضاءة شموع. كما نظمت «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق» اعتصاماً رمزياً في المكان نفسه، وناشد المعتصمون الأممالمتحدة «التحرك لوقف العدوان الصهيوني على غزة»، وأكدوا «أن خيار المقاومة هو الخيار الصحيح لمواجهة العدوان باعتباره الأنجع في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية». ونظمت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» مسيرة في مخيم الرشيدية، تحدث خلالها القيادي في الحركة محمود عوض الذي أكد «ضرورة الالتفاف حول المقاومة واحتضانها»، مشيراً إلى «أن المعركة ما زالت مفتوحة مع العدو الصهيوني، وأنه سيدفع ثمناً غالياً رداً على جرائمه ضد شعبنا ومجاهديه».