استبعد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال بقطاع غزة إسماعيل هنية "عدواناً إسرائيلياً جديداً على غزة" التي باتت "عصية على المعتدين"، مؤكداً رفض "حماس" "الحدود المؤقتة" وتمسكها "بالمطالبة بأرض فلسطين التاريخية". ودعا هنية في تصريحات صحافية حركة "فتح" إلى الوحدة الوطنية، مطالباً "بتأسيس قواعد ثابتة للمصالحة والتوافق، واستعادة زمام المبادرة فلسطينياً والالتفاف حول برنامج وطني شامل، وبناء المرجعية القيادية المتمثلة بمنظمة التحرير بمشاركة الجميع على أسس سياسية وإدارية. وقال: إن "الضفة مستباحة من جنود الاحتلال والمستوطنين مقابل وجود شكلي رسمي فلسطيني غير فاعل وعاجز عن الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني أو حتى انذارهم بوجود العدوان ومرتبط بمدى درجة التعاون مع الاحتلال، كما تبين مؤخراً في نابلس من اغتيال عناصر شهداء الاقصى الذين حصلوا على عفو سابق من الاحتلال وقتلوا في ظل ذلك الوجود الرسمي". وأضاف في الذكرى السنوية الأولى على العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة إن "العدوان الذي شنه الاحتلال الصهيوني على القطاع كان قاسيا داميا وطال كل شيء فيه". وتابع: "لقد وقعت غزة طيلة اثنين وعشرين يوماً تحت النار والعدوان المتواصل بكافة الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، ولكنها كانت، وما تزال، صابرة تسطر البطولات وتتصدى للعدوان وتتحدى المتآمرين والمرجفين، حيث استطاعت دماء غزة وجراحاتها أن تحرك العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه للتنديد بجرائم الاحتلال والمطالبة برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر". وأكد أن "غزة أعلنت عن انتصارها بصمودها وثباتها حين فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب، إذ ظلت المقاومة في مواقعها وأجبرت القوات المعتدية على الانسحاب من أراضي غزة بلا شرط ولا قيد ولم تتنازل عن حقها في المقاومة واقتناء السلاح والدفاع عن شعبها". وأردف قائلاً "ما زالت غزة تواجه هذا الحصار الظالم، ولكنه يتهاوى كل يوم أمام الصمود والارادة في التحدي والحفاظ على الثوابت والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني"، مؤكداً بأن "القلاع لن تسقط ولن تخترق الحصون، بخاصة بعدما ازداد الشعب قناعة بطريقه ومنهجه المقاوم الرافض للخنوع والانحناء امام عواصف المؤامرات مختلفة الاصناف والانواع". واعتبر أن "الحرب على غزة لم تكن نزهة كما تصور قادة الاحتلال، وكما زين له العملاء والمرجفون"، مؤكداً أن "أي حرب جديدة على غزة كما يهدد قادة الاحتلال بين الفينة والأخرى، ستكون هزيمة جديدة لهم". وحول دعوة حماس الأخيرة إلى استراتيجية إنقاذ وطني لإخراج الوضع الفلسطيني من مأزقه الراهن، قال هنية إن "الواقع الفلسطيني الحالي ليس الواقع المثالي او حتى الملائم الذي يمكن من خلاله تحقيق الانجاز للشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه، وذلك بفعل الانقسام الراهن وحالة الخلاف بين الاشقاء". وطالب "باستعادة زمام المبادرة فلسطينياً لتطوير رؤية وطنية شاملة تفعل عناصر القوة والريادة لدى الشعب الفلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال وتحقيق الاهداف الوطنية".