تستضيف مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بروكسيل الأربعاء المقبل، اجتماعاً تشاورياً للدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، فيما تستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإصدار تقرير عن البرنامج النووي لإيران نهاية الأسبوع، تؤكد فيه أن طهران تواصل برنامجاً تستخدم فيه اليورانيوم وقوداً لمفاعل فردو السري، نظراً إلى نقص في مادة الديزل ناتج من العقوبات. ويأتي اجتماع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) المخصص للبحث في «إعادة إطلاق مفاوضات وصولاً إلى تسوية»، في وقت اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «هناك فرصة» لحل ديبلوماسي للأزمة مع إيران، ووعد ببذل جهود ديبلوماسية لهذا الهدف في الأشهر المقبلة. كما يأتي الاجتماع غداة زيارة مفاجئة لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف طهران فجأة، وهو يمثل بلاده في مجموعة الدول الست، والتقى سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن جليلي قوله إن بلاده «تأمل بعودة سريعة لمجموعة (5 + 1) إلى طاولة المفاوضات»، في حين عبر ريابكوف عن أمله بأن يحصل ذلك «في أسرع وقت»، ومن دون شروط. وأفاد ديبلوماسيون في فيينا حيث مقر الوكالة الذرية التي تبدأ اجتماعاتها اليوم، بأن تقريراً مرتقباً للوكالة يُظهر أن إيران لم تقم كما يبدو بتشغيل أجهزة الطرد المركزي المثبتة في منشأة فردو داخل جبل قرب قم. وتوقعوا أن يشير التقرير إلى أن إيران تواصل استخدام مخزونها من اليورانيوم، وقوداً للمفاعل، الأمر الذي يستبعد انخراطها في عمليات تخصيب، في شكل يتيح لها تطوير قنبلة نووية سريعاً. ورأى ديبلوماسي غربي أن هذا الأمر قد يساعد في «كسب بعض الوقت للحوار»، خصوصاً بعد إعادة انتخاب أوباما لولاية ثانية. ورأت مصادر أن هذا الأمر يفسر لماذا أشارت إسرائيل إلى أن الهجوم على المواقع النووية الإيرانية ليس وشيكاً، بعد أشهر من التصعيد أثارت تكهنات بضربة إسرائيلية حتمية لإيران. ويتوقع أن تعرض الوكالة الذرية تقريرها الفصلي عن إيران أمام الدول الأعضاء اليوم، ويرجح أن يظهِر أن طهران تمضي قدماً في تحدّيها المجتمع الدولي بتوسيع برنامجها النووي، على رغم العقوبات الغربية القاسية التي تستهدف قطاع النفط الحيوي. كما يتوقع أن يشير التقرير إلى مواصلة طهران تطهير مجمع بارشين العسكري الذي تريد الوكالة الدولية تفقده، في ظل شكوك بنشاطات تسلح نووي تجرى داخله. وخلال محادثات في طهران مقررة الشهر المقبل، ستحاول الوكالة إقناع الجانب الإيراني باستئناف نشاط المفتشين الدوليين المتوقف منذ فترة طويلة، لتبديد شكوك بأنها ربما عملت لتطوير صواريخ قادرة على حمل رأس نووية. على صعيد آخر، أعلنت القيادة العسكرية الإيرانية انتهاء مناورات «المدافعون عن سماء الولاية 4»، للدفاع الجوي، بعد 4 أيام على انطلاقها، مع العلم أنه كان مقرراً لها أن تمتد أسبوعاً. ولم يعلن سبب إنهائها مبكراً. ونقلت وكالة «مهر» للأنباء، عن الناطق باسم المناورات المخصصة للدفاع الجوي، العميد شاهر شهرام قوله إنها «حققت كل أهدافها». وأضاف أنها «نجحت في توجيه تحذير إلى الدول التي تفكر في العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأبرزت قدرة البلاد في شكل جيد».