عكست زيارة أبرز المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي مع مساعده علي باقري، مسجد الكوفة ومرجعيات النجف الدينية أمس، عدم «استعجال» القيادة في طهران الاستماع الى تقريره الرسمي عن نتائج المفاوضات مع مجموعة الدول الست في بغداد، ما وجّه رسالة الى الغرب تفيد بعدم اكتراث طهران بالنتائج، فيما اعتبرت صحيفة «كيهان» المتشددة ان انضمام إيران الى الجولة المقبلة في موسكو في 18 و19 حزيران (يونيو) «سيساعد الأعداء فقط». وفي ظل التشاؤم الإيراني بنتائج اجتماع بغداد، تحدثت مصادر ديبلوماسية عن «مشاركة» طهران في محادثات موسكو، وليس «الاشتراك» فيها، ما يعني استمرار «المفاوضات الباردة»، في انتظار متغيرات تشجع الإيرانيين والغربيين ربما على مقاربة مختلفة للاقتراحات المقدمة، أو النظر في نقاطها المشتركة. ترافق ذلك، مع تصريح لمندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية أفاد بأن عثور الوكالة في موقع فوردو النووي على آثار يورانيوم مخصب بنسبة 27 في المئة «أمر تقني لا أهمية له، وهو ما اكده تقرير الوكالة الجمعة الماضي، وفتحت تحقيقاً في شأنه». واعتبر ان اثارة المسألة إعلامياً «تكشف اهدافاً سياسية ترمي الى نسف مناخ تعاوننا البناء مع الوكالة». وأشار سلطانية الى ان التقرير «اثبت الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وتعاوننا الكامل مع الوكالة الذرية ونجاحنا في التحكم بالتقنيات النووية، خصوصاً في مجال التخصيب». وفي حين أورد التقرير ان «طهران أوضحت ان تجاوز نسبة التخصيب 20 في المئة ربما يرتبط بأسباب خارج سيطرة مشغل المصنع»، وهو ما طلبت الوكالة توضيحه، رجح مارك فيزباتريك الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن كون الاكتشاف «خللاً فنياً». أما مارك هيبس، الخبير في الانتشار النووي في مؤسسة «كارنيغي»، فقلل من أهمية الاكتشاف «كدليل على ان إيران تخصّب يورانيوم سراً بنسبة تزيد على 20 في المئة». لكنه شاطر المدير العام للوكالة يوكيا امانو شعوره بالقلق من هذا الاحتمال «بسبب تكتم إيران وامتناعها عن كشف نشاطاتها النووية». ونبّه معهد العلوم والأمن الدولي الأميركي الذي يراقب البرنامج النووي لإيران استناداً الى بيانات الوكالة الدولية، الى ان طهران «زادت بدرجة كبيرة قدرتها على إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب»، و»إجمالي الإنتاج في السنوات الخمس الأخيرة يكفي لصنع خمس قنابل نووية على الأقل، في حال تنقيته الى درجة أعلى». وتحدث تقرير المعهد عن إنتاج إيران نحو 6.2 طن من اليورانيوم المخصب الى مستوى 3.5 في المئة منذ العام 2007، مؤكداً معالجة جزء منه الى درجة أعلى، وتحويل بعضه الى وقود مفاعل «لذا لن يكون متاحاً لصنع أسلحة نووية في القريب العاجل على الأقل». وتزيد هذه الكمية بنحو 750 كيلوغراماً عن تلك التي حددها التقرير السابق للوكالة الدولية، علماً ان معهد العلوم والأمن الدولي تحدث عن ارتفاع الإنتاج الشهري لإيران بما يعادل الثلث.