صدرت استنابة قضائية دولية للسماح لقضاة فرنسيين مكلفين التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بالتوجه الى رام الله حيث سيأخذون في 26 من الشهر الجاري عينات من رفاته، فيما كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» أن مصر وروسيا ستشاركان في فحص رفات عرفات الى جانب فرنسا وسويسرا. وذكرت صحيفة «لكسبرس» الفرنسية على موقعها الالكتروني انها علمت بأمر الاستنابة القضائية الدولية، وان القضاة الفرنسيين الثلاثة سيتوجهون الى رام الله من 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي حتى الاول من كانون الاول (ديسمبر) المقبل. وسيأخذ القضاة عينات من رفات عرفات في 26 من الجاري بعد فتح ضريحه. الى ذلك، كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» أن مصر وروسيا ستشاركان في فحص رفات عرفات الى جانب فرنسا وسويسرا، موضحاً ان لجنة طبية ستشكل من الدول الأربعة للبحث في إجراء الفحص. وبدأت أمس التحضيرات الفعلية لاخراج رفات عرفات لأخذ عينات منها لفحصها، فيما أكدت مصادر فلسطينية مقربة من عائلة عرفات ان ذلك لن يتم الا بوجود محققين من فرنسا وسويسرا وروسيا. وأغلق الأمن الفلسطيني الضريح والطريق المؤدية اليه. وجرى إغلاق الغرفة الزجاجية التي يوجد فيها الضريح للحيلولة دون قيام أية جهة بتصوير عملية اخراج الرفات. وسيجري حفر الضريح بصورة يدوية. وتوقع المسؤولون أن يستغرق الحفر عدة أيام. وقال مصدر مقرب من عائلة الرئيس عرفات لوكالة «فرانس برس» أمس «بدأ اليوم (أمس) العمل بإزالة طبقة الاسمنت والحجارة التي تحيط بقبر عرفات وسيستمر العمل لنحو 15 يوماً». وأشار المصدر الى ان هناك «مراحل عدة» لفتح القبر مشيراً الى انه لن يتم فتح القبر «الا بوجود المحققين الفرنسيين والخبراء السويسريين والخبراء الروس الذين سيشاركون في التحقيق» حول اسباب وفاته. وتابع ان الاشغال «تبدأ بإزالة الاحجار والخرسانة الاسمنتية ثم قص الحديد حتى الوصول الى التراب الذي يغطي القبر». وحجب قبر عرفات الموجود في مقر المقاطعة (الرئاسة) في مدينة رام الله في الضفة الغربية الاثنين من طريق تغطيته بشوادر. وتابع المصدر «نظراً لمكانة عرفات وقداسة الجسد لن يسمح نهائياً للصحافة بتصوير جسده اثناء اخذ العينة وتحت اي ظرف». وظهرت في الآونة الأخيرة خلافات بين الجانبين الفلسطيني والفرنسي هددت بتأجيل اخراج الرفات، إذا طلب القضاة الفرنسيون استجواب بعض المسؤولين الفلسطينيين حول وفاة عرفات، ورفضوا طلباً فلسطينياً بتزويدهم نسخاً عن نتائج الفحص ونتائج التحقيقات. ويجري الفرنسيون تحقيقاً في وفاة عرفات بناء على دعوى تقدمت بها أرملته سهى عرفات. وطلب الجانب الفلسطيني من المختبر السويسري الذي أجرى فحصاً سابقاً لمتعلقات عرفات الشخصية لصالح قناة «الجزيرة» الفضائية إجراء فحص لعينات من الرفات ثم طلبوا من روسيا ومصر المشاركة. ويقول المسؤولون الفلسطينيون ان روسيا لديها خبرة خاصة في السموم الاشعاعية وأن مشاركة مصر ضرورية بصفتها دولة عربية مهمة ولديها خبرات أمنية مهمة. وتعززت فرضية تسميم عرفات بعد نشر قناة «الجزيرة» في تموز (يوليو) برنامجاً وثائقياً كشف وجود كميات غير طبيعية من مادة البولونيوم على اغراضه الشخصية التي سملتها ارملته سهى للقناة القطرية التي قامت بتحليلها في مختبر سويسري متخصص. ولم تقدم ابداً اي معلومات طبية واضحة عن اسباب وفاة عرفات الذي فارق الحياة في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي قرب باريس وذلك بعد تدهور حاد وسريع في حالته الصحية استدعى نقله الى فرنسا للعلاج. وهناك قناعة شديدة لدى المسؤولين الفلسطينيين واقارب عرفات بأنه مات مسموماً.