اجاز مفتي عام القدس والاراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين امس نبش رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بغرض التحقيق في اسباب وفاته. وقال المفتي "اذا كان هناك سبب لاستخراج جثة اي شخص او شهيد بغرض الفحص والتحقيق في اسباب الوفاة، فانه لا مانع من ذلك". وذكر المفتي، الذي يشغل رئيس مجلس الافتاء الفلسطيني الاعلى، بانه سبق له وان اجاز نبش "جثة فلسطيني شهيد" بغرض التحقيق في الاسباب الحقيقية وراء وفاته. وجاءت فتوى المفتي عقب تقرير بثته قناة الجزيرة القطرية وأكدت فيه ان متخصصين مخبريين اكتشفوا وجود مادة البولونيوم المشعة على ملابس ياسر عرفات التي كان يرتديها قبل مرضه في العام 2004، ما يعزز بحسب التقرير فرضية وفاة الرئيس السابق بالسم. واشار المتخصصون الذين اجروا الفحص على ملابس عرفات في احد مختبرات سويسرا، الى ان فحص عينات من رفات عرفات قد يسهم في تعزيز معرفة اسباب وفاته، رغم مرور ثماني سنوات على الوفاة. وأبدت القيادة الفلسطينية عقب نشر التقرير استعدادها لتقديم اي مساعدة ممكنة للتحقيق، وموافقتها على اخذ عينات من رفات عرفات، بشرط موافقة اسرته. الى ذلك رفضت إسرائيل امس الاتهامات التي وُجهت إليها بالمسؤولية عن وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات . وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة ان مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى رفضت "جملة وتفصيلاً الاتهامات التي وُجهت لإسرائيل بالمسؤولية عن وفاة" عرفات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ان سبب وفاة عرفات موجود في ملفه الطبي الذي تحتفظ به أرملته سهى. وأضاف ان عرفات "لم يمت في جزيرة نائية وإنما في مستشفى معروف بفرنسا حيث أشرف على علاجه طاقم طبي فرنسي كبير وهم يعلمون علم اليقين سبب وفاته". وقال المتحدث انه لا يمكن الاعتماد على تحقيق قناة "الجزيرة" حول اكتشاف آثار لمادة البولونيوم المشعة في الملابس التي كان يرتديها عرفات في الأيام الأخيرة قبل وفاته عام 2004 وذلك بسبب عدم معرفة مكان وجود هذه الملابس طوال السنوات الثماني الماضية . وكان مسؤولون فلسطينيون لمحوا الى مسؤولية اسرائيل عن "تسميم "عرفات،حيث يعرف انها سبق و نفذت عمليات اغتيال او محاولات اغتيال بالسم ضد عدد من القياديين الفلسطينيين،منها محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان. في غضون ذلك قالت أرملة عرفات سهى لشبكة "سي أن أن" الأميركية انها طلبت فحص رفات زوجها. وأضافت سهى انها تطلب نبش جثة زوجها لكشف الحقيقة كاملة حول وفاته "والتأكد بشكل تام من وجود البولونيوم." وذكرت أنها لم تتقدم بطلب رسمي للسلطة الفلسطينية نظراً لعدم الحاجة لذلك، علماً أن جثة الزعيم الفلسطيني الراحل ووريت في رام الله بالضفة الغربية بعد وفاته بمستشفى عسكري في فرنسا. أما العالم السويسري فرانسوا بوشو، الذي شارك في الاختبارات على مقتنيات الرئيس الفلسطيني الراحل، فأشار إلى أن "النتائج لا تجزم بأن الزعيم الفلسطيني الراحل مات جراء التسمم الإشعاعي، بل أن بعض العوارض المسجلة في حالته لا تتطابق مع تلك التي تظهر في حالات مماثلة". وشدد بوشو، مدير معهد الفيزياء الإشعاعية في لوزان بسويسرا، في حديث لل"سي أن أن" على انه لا يجزم بوفاة عرفات بتسمم إشعاعي، مشيراً إلى ان السجلات الطبية لا تتماشى وتسميمه بمادة "البولونيوم-210". وأضاف ان "الوسيلة الوحيدة لحل هذا التضارب هي بفحص الرفات". وقال إن الفحوص المعملية أجريت على فرشاة أسنان، وكوفية وبعض ملابس عرفات.