أعلنت إيران أنها تملك «وثائق تثبت» أن طائرة استطلاع أميركية من دون طيار أقرّت طهران بإطلاق النار عليها مطلع الشهر، انتهكت أجواءها للتجسس على ناقلات النفط، وهددت ب «ردّ أقوى» إذا كرّرت واشنطن ذلك. وقال الجنرال حسين سلامي نائب قائد «الحرس الثوري»: «هذه الطائرة اخترقت المجال الجوي الإيراني، وإلا لما اتخذنا تدبيراً ضدها. نملك وثائق في هذا الصدد، ونحن لا نتصدى لأي طائرة خارج الحدود. نعرف كل القوانين الدولية، ونلتزم بكل الأمور». وقال قائد القوة الصاروخية في «الحرس» الجنرال أمير علي حاجي زاده إن الطائرة «حلّقت فوق جزيرة خرج لجمع معلومات عن النشاطات الاقتصادية في الجزيرة، ووصول ناقلات النفط ومغادرتها». وتُعدّ جزيرة خرج ميناء التصدير الرئيسي للنفط الإيراني. وأضاف: «دخلت طائرة التجسس الأجواء الإيرانية، واضطرت إلى العودة، بسبب رد الفعل الفوري لمقاتلات الحرس الثوري. أطلقنا طلقات تحذيرية، وإذا فعلوها مجدداً، عليهم أن يتوقعوا رداً أقوى». أما قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري فاعتبر أن «الطائرة الأميركية انتهكت أجواء إيران، وأدت وحداتنا الدفاعية واجبها جيداً، وطبيعي أن نردّ مستقبلاً، إذا أراد الأميركيون تكرار ذلك». وخلال مراسم تأبين قائد سلاح الصواريخ الجنرال حسن تهراني مقدّم الذي قُتل مع آخرين في انفجار في قاعدة ل «الحرس» عام 2011، أعلن جعفري أن بلاده ستنفذ «قريباً اختباراً نهائياً لمشروع الشهيد تهراني مقدّم، والمتمثّل في مشروع صاروخي لإطلاق قمر اصطناعي يعمل بوقود صلب وزنته اكثر من مئة كيلوغرام». وأوردت صحيفة «ذي صنداي تايمز» أن المخططين العسكريين الإسرائيليين خلصوا إلى فشل هجوم بأسلحة تقليدية على المنشآت النووية الإيرانية، إذ تبيّن لهم أن منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم، أُقيمت في جبل في شكل أكثر عمقاً مما كان معتقداً، وباتت «محصنة» من أي ضربة تقليدية. وأشارت إلى أن ذلك يقلّص خيارات إسرائيل إلى اثنين: نشر قوات خاصة تشنّ هجوماً برياً، أو استخدام صواريخ باليستية تحمل رؤوساً نووية تكتيكية صغيرة. ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق للأركان الإسرائيلي الجنرال دان حلوتس: «الخيار النووي هو الوحيد للقضاء على البرنامج النووي، وآمل بأن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو ليس على هذه الدرجة من الجنون، للتفكير في ذلك». في غضون ذلك، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن إيران تتابع جهوداً لتفكيك مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي تشتبه الوكالة في أن إيران نفذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. وسُئل أمانو هل تتابع إيران تفكيك مجمّع بارشين، فأجاب «نعم، هذه النشاطات جارية في بارشين، ولكن لا يمكنني أن أقدّم لكم تفاصيل». وتطرّق إلى جلسة محادثات مقررة بين إيران والوكالة في طهران في 13 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، قائلاً «أنا مقتنع بأن للوكالة دوراً أساسياً في تسوية هذه المسألة، عبر وسائل ديبلوماسية». وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد: «هذا في مصلحة إيران والمجتمع الدولي، ولذلك أعتقد بوجود سبب وجيه لتعاون إيران معنا. الوضع صعب جداً ومقلق، ولا أريد التكهن». إلى ذلك، أعلن الجنرال يحيي رحيم صفوي مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية للشؤون العسكرية أن إيران «رفضت اقتراحاًَ أميركياً لإقامة خط ساخن بين طهرانوواشنطن». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي فاعتبر أن «المشكلة مع أميركا تكمن في مناوئتها لمصالح إيران والعالم الإسلامي، ولن تكون هناك محادثات، إذا لم تتغيّر هذه السياسات».