طهران، دبي، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - بدأت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها «أضخم» مناورات بحرية لإزالة الألغام في الخليج، اعتُبِرت رسالة تحذير لإيران التي هددت مرات بإغلاق مضيق هرمز الحيوي لنقل النفط. وشنّ رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني هجوماً قد يكون الأعنف على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، إذ رجّح أن تكون «مخترقة من إرهابيين ومخرّبين». وتحدّث عن محاولة لتخريب منشأتين لتخصيب اليورانيوم في إيران. وأعلنت القيادة المركزية للبحرية الأميركية أن سفناً وقياديين من 30 دولة في ست قارات يشاركون في المناورات، لكنها لم تحدد هذه الدول. وأشارت إلى أن المناورات بدأت الأحد باجتماع للقادة البارزين، بحثوا خلاله في أحدث الاختراعات لرصد الألغام وتفكيكها. وفي المرحلة الثانية، ستُنظم مناورات بحرية تشمل عمليات اكتشاف الألغام وإزالتها. وينصّ سيناريو على أن «السفن ستردّ على هجوم يشمل زرع ألغام في المياه الدولية، وتنظّف الممرات البحرية لفرض احترام حرية الملاحة».وشددت قيادة البحرية الأميركية على الطابع «الدفاعي الشامل» للمناورات، موضحة أن هدفها هو «تأمين حرية الملاحة في المياه الدولية في الشرق الأوسط وتشجيع الاستقرار الإقليمي». وذكّرت بهجمات إرهابية استهدفت ناقلتي نفط في مضيق هرمز، عامي 2002 و2010. (راجع ص17) وقال قائد قيادة البحرية الأميركية الأميرال جون دبليو ميلر إن «المناورات تتصل بالألغام والجهود الدولية لإزالتها»، فيما اعتبرها ضابط في الأسطول الخامس الأميركي «أول تمارين بحرية تُنفذ على نطاق دولي في هذه المنطقة، والأكثر أهمية». ولفت إلى مشاركة «أكثر من ثلاثين» دولة في المناورات التي تستمر حتى 27 الجاري، وتشمل الخليج وبحر عُمان وخليج عدن، مستثنية مضيق هرمز. واعتبرت حياة ألفي التي تدرّس في كلية البحرية الأميركية أن «جهود إزالة الألغام تأتي في شكل واضح في إطار التحضير لمواجهة مع إيران». لكن قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري اعتبر المناورات «تمريناً دفاعياً»، وزاد: «لا نرى فيه أي تهديد، ولا ننفّذ تدريبات رداً عليه». أما الجنرال محسن كاظميني قائد «الحرس» في طهران فأعلن أن قواته ستنفذ في العاصمة في 11 و12 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل «مناورات أمنية ودفاعية وللإنقاذ». وحذر حسين شيخ الإسلام، مستشار رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، من أن المناورات البحرية «استفزازية تزيد عسكرة المنطقة»، وهدفها «التأثير في الجهود التي تقودها إيران لتسوية الأزمة السورية». في فيينا، رجّح فريدون عباسي دواني أن يكون «إرهابيون ومخربون اخترقوا الوكالة (الذرية)، وربما كانوا يتخذون قرارات سراً». وأضاف في افتتاح مؤتمر سنوي للأعضاء ال155 في الوكالة أن «متفجرات أميركية قطعت» في 17 آب (أغسطس) الماضي «خطوط الكهرباء بين مدينة قم ومنشأة فردو» المحصنة، مشيراً إلى أن مفتشي الوكالة حضروا في صباح اليوم التالي، وطلبوا «إجراء تفتيش مفاجئ» للمنشأة. وتساءل «هل الزيارة مرتبطة بالتفجير؟ مَنْ غير مفتشي الوكالة يمكنهم الوصول إلى المنشأة في هذا الوقت السريع؟». ولفت إلى «عمل مشابه تعرّضت له خطوط الكهرباء التي تغذي منشأة ناتانز» لتخصيب اليورانيوم، معتبراً أن «قطع التيار الكهربائي هو إحدى وسائل تعطيل أجهزة الطرد المركزي» المُستخدمة في التخصيب. وشدد عباسي دواني على أن خبراء إيرانيين توصلوا إلى «وسائل تتيح للمنشآت النووية أن تبقى سليمة، بعد تعرّضها لهجمات صاروخية وغارات جوية». أما المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو فأعلن أن الوكالة «ملتزمة تماماً تكثيف الحوار» مع إيران، «استناداً إلى نهج منظّم لتسوية كل القضايا العالقة». ويلتقي سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في إسطنبول اليوم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، بعدما ناقش الملف النووي لبلاده مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس. في موسكو، أعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية أن الدول الست المعنية بالملف، تنوي إجراء محادثات في نيويورك الأسبوع المقبل، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.