هدد قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري أمس الأحد بأن القواعد الأمريكية في الكويت والامارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين ستكون أهدافا مشروعة للصواريخ الايرانية اذا تعرضت لأي هجوم، كما ستضرب مضيق هرمز وتغلقه. وأضاف ان سياسة ايران المعلنة بأنه اذا وقعت حرب في المنطقة وكانت الجمهورية الاسلامية الايرانية أحد أطرافها، فمن الطبيعي ان يواجه مضيق هرمز وسوق النفط صعوبات. تصريح جعفري تزامن مع توجه بوارج وحاملات طائرات وكاسحات ألغام ومدمرات تابعة ل25 دولة الى الخليج العربي، لاجراء مناورة تستمر 12 يوما وتعتبر الأكبر من نوعها في منطقة الخليج، وذلك جراء تحرك ايراني – اسرائيلي أكثر فأكثر نحو الحرب، ودراسة اسرائيل توجيه ضربة وقائية ضد المنشآت النووية الايرانية، وتحذير رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من ان ايران ستتمكن من تصنيع أسلحة نووية خلال ستة أو سبعة أشهر، مطالبا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بوضع خط أحمر «واضح» لايران قبل فوات الأوان والا ستواجه اجراء عسكريا.وقال نتنياهو ان ايران تقودها حكومة تتصف بتعصب لا يصدق، وان تعصبهم يتقدم على بقائهم، ولديهم انتحاريون في كل أنحاء العالم، ولا أستطيع ان أعول على عقلانيتهم. وفي رد من جعفري على نتنياهو، قال اذا ضربت أمريكا ايران فلن يتبقى شيء من اسرائيل، ولن ينجو أي جزء فيها من الضرر نظرا لقدرتنا الصاروخية، وبالتالي فان ردنا سيكون مدمرا.وأضاف ان ايران أيضا ستخرج من معاهدة الحد من الانتشار النووي في حال تعرضها لهجوم، وستتغير التزاماتها. ولأول مرة، يقر جعفري بوجود عناصر من قوة «القدس» التابعة للحرس الثوري الايراني في سورية ولبنان، معللا وجودهم بأنهم مستشارون يقدمون النصائح والآراء للبلدين للاستفادة من التجربة الايرانية.وأضاف ان بلاده فخورة بالدفاع عن سورية في حين لا تخجل دول أخرى من دعم «مجموعات ارهابية» فيها. وفي شأن القوة المتجهة الى الخليج، قالت صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية انها تتكون من ثلاث حاملات للطائرات تتولى حمايتها 12 بارجة ومنظومات صواريخ بالستية وفرقاطات ومدمرات وكاسحات ألغام وغواصات وآلاف الجنود المارنز.وأشارت الصحيفة الى ان القادة الغربيين مقتنعون بأن ايران سترد على أي هجوم بمحاولة اغلاق مضيق هرمز أو زرع ألغام فيه.وقال وزير الدفاع البريطاني فيليب هامونز اذا وصل الأمر الى الحرب فسيكون هناك مجزرة وخسائر جسيمة بالنسبة للايرانيين. إلى ذلك بدت الساحة الايرانية وفيما يتعلق بدول المنطقة من نتاجها السياسي ضبابية حبلى بالتصريحات المتناقضة للمسؤولين الايرانيين بين مهدد ومؤكد على حسن الجوار وتصريح مثير يعلن ثم ينفى ويزال من موقع النشر.. فما ان يهدئ طرف حتى يسخن الساحة طرف اخر بما يؤدي الى القول ان الطاسة في طهران ضايعة على مايبدو. فما ان بادر البرلماني الايراني محمد كريم عابدي امس وبعد ثلاثة ايام من تصدر تصريح نشر باسمه على شبكة الخليج الفارسي الى نفي التصريح باستعداد بلاده لحماية الشيعة في الكويت متهما اطرافاً مغرضة بانها وراء مانشر حتى اعلن رئيس الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري في مؤتمر صحافي ان الكويت من اهداف الصواريخ الايرانية في حال دخلت ايران طرفا في حرب بالمنطقة وتعرضت لهجوم جوي. فقد تلقت «الوطن» بيانا منسوبا الى البرلماني الايراني محمد كريم عابدي ذيل باسمه كعضو سابق في مجلس الشورى نفى فيه صحة مانشر على لسانه متهما مواقع كويتية بانها هي من نشرت التصريح المنسوب له على الرغم من ان التصريح كان منشورا على موقع شبكة الخليج الفارسي حتى يوم امس حيث تم رفعه من موقع الشبكة حيث اكد بين النفي المنسوب لعابدي الاهتمام الايراني بعلاقات حسن الجوار والقى اللوم على نواب كويتيين رفضوا ما جاء في التصريح السابق المنسوب له من تهديدات للكويت. وما ان وصل بيان النفي المؤكد على حسن الجوار حتى هدد قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري بان بلاده ستضرب مضيق هرمز والقواعد الأمريكية في الشرق الاوسط واسرائيل اذا تعرضت لهجوم. وقال جعفري في مؤتمر صحافي وصفته وكالة الانباء الفرنسية بانه «نادر في طهران».. قال انه يعتقد ان ايران ستخرج من معاهدة الحد من الانتشار النووي اذا ما استهدفت بعمل عسكري واعلن ان مضيق هرمز الذي تمر منه ثلث تجارة نفط العالم، سيكون هدفا مشروعا لإيران اذا تعرضت لهجوم. واضاف «هذه سياسة ايران المعلنة بانه اذا وقعت حرب في المنطقة وكانت الجمهورية الاسلامية احد اطرافها، فمن الطبيعي ان يواجه مضيق هرمز وسوق النفط صعوبات». واشار جعفري الى ان القواعد العسكرية الأمريكية مثل تلك الموجودة في البحرين والكويت والامارات العربية المتحدة والسعودية - ستكون كذلك هدفا مشروعا للصواريخ الايرانية او للقوى الموالية لها. وقال «الولاياتالمتحدة لديها الكثير من نقاط الضعف في المناطق المحيطة بايران، وقواعدها تقع في مدى صواريخ الحرس الثوري ولدينا قدرات اخرى خاصة عندما يتعلق الامر بدعم المسلمين للجمهورية الاسلامية مشيرا الى «ان طهران تعتقد ان اسرائيل تحاول دون جدوى دفع الولاياتالمتحدة للمشاركة في عمل عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية». وزاد الجنرال جعفري بقوله «لا اعتقد ان هذا الهجوم يمكن ان يشن دون تصريح أمريكي».. الا انه قال انه اذا ضربت الطائرات او الصواريخ الأمريكيةايران «فلن يتبق شيء من اسرائيل بالنظر الى حجمها».. واردف قائلا ايضا «لا اعتقد ان اي جزء من اسرائيل سينجو من الضرر نظرا لقدراتنا الصاروخية. وبالتالي فإن ردنا (التهديد برد مدمر) هو بحد ذاته رادع». كما اكد قائد الحرس الثوري الايراني «ان رأيه الشخصي هو انه في حالة تعرضها لهجوم فان ايران ستخرج من معاهدة الحد من الانتشار النووي التي تهدف الى منع الدول من تطوير اسلحة نووية ولكن تسمح لها بتوليد الطاقة النووية».. وقال «في حال تعرضها لهجوم فان التزامات ايران ستتغير. وفي تقديري فان ايران قد تخرج من معاهدة الحد من الانتشار النووي - ولكن ذلك لن يعني الاسراع الى انتاج قنبلة نووية لأن لدينا فتوى بخصوص ذلك من المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي». رد فعل كويتي وفي رد فعل كويتي لتصريحات جعفري طالب عدد من النواب وأساتذة العلوم السياسية الحكومة الكويتية بعدم الاستهانة بتصريحات قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري والتي قال فيها ان القواعد العسكرية الأمريكية مثل تلك الموجودة في البحرين والكويت والامارات والسعودية ستكون هدفا مشروعا للصواريخ الايرانية أو القوى الموالية لها، معتبرين ان تلك التصريحات تمثل عدم احترام طهران للعلاقات المتبادلة مع دول الجوار. وشددوا على ان أمن الكويت لا يمكن الاستهانة به، محذرين من ان طهران يمكن ان تنفذ مخططاتها في الخليج بحجة الضربات الأمريكية التي يمكن ان توجه لها. بدوره قال النائب محمد هايف المطيري ان هذه التهديدات يجب ان تأخذها الكويت على محمل الجد، مشددا على ان أمن الكويت لا يجب التساهل فيه. وقال المطيري ان دول الخليج عامة والكويت خاصة يجب ان تكون يقظة جدا في التعامل مع مثل هذه التصريحات وما تمثله من خطر على الأمن الخليجي. واعتبر ان هذه التصريحات تدل على عدم احترام ايران للعلاقات المتبادلة، مشيرا الى ان طهران يمكن ان تستغل الضربات الأمريكية لتحقيق أطماعها في الخليج. وبين ان التعامل في هكذا تصريحات في دول العالم المختلفة يتم بشكل كبير من الاهتمام، لافتا الى ان دولا تحشد قواتها على الحدود اذا تعرضت لتصريحات مشابهة. وبين ان الخطر الايراني لا يتمثل فقط في استهداف القواعد الأمريكية، مشيرا الى ان الايرانيين أصحاب خبرة في مسألة التفجيرات والشبكات التجسسية. سمعة إيران واعتبر ان هذا النهج الايراني في التعامل مع دول الجوار أساء لسمعة ايران في الخارج وجعل الكل يتجوس منهم خيفة، مشيرا الى ان الأصوات الكويتية التي تقلل من شأن الخطر الايراني لا تمثل الصوت الوطني الحقيقي في الكويت. وأضاف «من الخطأ الكبير عدم التعامل بجدية مع هذه التصريحات أو أخذها بأريحية، فتجربة فخ الغزو العراقي ليست ببعيدة وبدأت بعدم الاهتمام بمثل هذه التصريحات». من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله الشايجي إنه على الرغم من ان ايران غير قادرة على خوض حروب الا أنه يجب أخذ تلك التصريحات على محمل الجد. مضيق هرمز وأضاف «هذه تصريحات متكررة تتمحور حول استخدام مضيق هرمز في الحرب النفسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكورقة ضغط وردع لدول الخليج وواشنطن لأن مضيق هرمز يشكل شريانا حيويا وأساسيا للنفط العالمي حيث يعبر منه يوميا 17 مليون برميل نفط أي ما يوازي %40 من النفط المحمول في العالم، ومن هنا يمثل هذا المضيق بعدا استرتيجيا عالميا يؤثر في أمن الطاقة». وتابع «ايران لا تملك مضيق هرمز، حسب القانون الدولي، فهو ممر مائي عالمي. الادارة الأمريكية ستجري مناورات بحرية مع حلفائها في المنطقة وستكون تلك رسالة قوية موجهة لإيران. إيران تبدو في موقف ضعيف جدا، كما أنها محاصرة ومنهكة ومعاقبة والتومان الايراني وصل لأدنى مستوياته، فضلا عن المقاطعة لنفط ايران من قبل عدد من الدول ولذلك تلجأ ايران لهذا النوع من التصريحات لاستثارة البعد النفسي واستخدامها كورقة ضغط، لكن هذه الورقة احترقت بشكل كبير». وبين الشايجي ان تلك الرسالة الايرانية موجهة لكل دول العالم بما فيها الدول الخليجية، لافتا الى ان أمريكا أعلنت أنها لن تسمح لايران بغلق مضيق هرمز وأنه اذا أغلق سيتم فتحه سريعا. واعتبر ان التصريحات الايرانية ورقة لتصعيد الموقف وكذلك للاستهلاك المحلي وهي أيضا تهديد للاقتصاد العالمي لأن دول العالم لا يمكن ان تقبل بغلق مضيق هرمز من قبل ايران أو غيرها. بيان موحد وطالب الشايجي دول التعاون الخليجي ان تصدر بيانا موحدا تجاه هذه القضية، موضحا أنه في الوقت الذي تقدم فيها ايران نفسها على انها حليف لدول الخليج فانها في الواقع تفعل عكس ذلك ويدل على ذلك تدخلاتها في الدول الخليجية المتمثلة في خلايا التجسس وغيرها. أسلوب إخافة من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور ابراهيم الهدبان أسلوب لاخافة مجلس التعاون الخليجي لتضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية، لافتا الى ان طهران تعلم ان أمريكا لا تحتاج لدول الخليج لتوجيه ضربه لايران اذ ان البدائل الأمريكية متاحة دون الحاجة لاستخدام الدول الخليجية في تلك الضربة. وقال الهدبان أنه يرى ان الولاياتالمتحدة تتحاشى توجيه ضربة لإيران بل أنها تضغط على اسرائيل لتجعلها تعدل عن توجيه هكذا ضربة وفقا لما ذكره مسؤولون أمريكيون. وفيما يتعلق بردة فعل الدول الخليجية حول تلك التصريحات توقع الهدبان، ان الدول الخليجية ستبين انها ليست طرفا في النزاع وانها لن تسمح باستخدام اراضيها في توجيه أي ضربات وستدعو جميع الأطراف لضبط النفس.