البصمات الفنية التي أضافها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على بطل الدوري الاسباني ريال مدريد باتت واضحة بعد أن مضى عامان على توليه زمام أمور النادي الملكي، لذلك بدأ المتابعون في ملاحظة الشخصية التي بات فريقه يتمتع بها، فلغة التحدي التي تتسم بها كل الأحاديث الإعلامية للمدرب «الأوحد»، انعكست على لاعبيه ليتحولوا من مؤدين داخل الملعب إلى جنود لا يرون عن الفوز بديلاً. وعلى رغم تهمة الغرور التي لازمت مورينيو طوال مسيرته، إلا أن علاقته بلاعبيه، تعكس واقعاً مختلفاً لمدرب يبدو أنه يجيد قراءة لاعبيه، والتعاطي مع إمكاناتهم، وتفجير طاقاتهم في كل مناسبة، وبالتالي كسب محبتهم ودعمهم، يتجلى ذلك بشكل أكبر في أحاديثه الجانبية مع اللاعبين، خصوصاً البدلاء، وما يطلبه منهم قبل انطلاق المباريات، كما حدث مع لاعبه الجديد مودريتش في نهائي السوبر الاسباني الاسبوع الماضي، حين آخر مورينيو الزج بلاعب لدقائق مفضلاً الانفراد به، وشرح التفاصيل كافة له قبل دخوله أرض الملعب، ولم ينتهِ حديث مورينيو على دكة البدلاء، إذ وقف إلى جوار اللاعب على خط الملعب، وزاد في شرح التفاصيل، قبل أن يقدم مودريتش المنتظر منه. مورينيو يثبت في كل مناسبة أنه مدرب يجيد صناعة الفارق، والتعاطي مع كل فريق بحسب طريقته، لذلك نجح في إعادة شخصية ريال مدريد الذي بدأ بالتدريج في كسر سطوة نظيره برشلونة على ال«كلاسيكو» الإسباني، فعلى رغم خسارته بثلاثة أهداف لهدفين ذهاباً إلا أنه عاد ليفوز في لقاء الاياب ويتوج باللقب. دورينا «ضعيف» لا يعني وصف دوري «زين» بالضعيف الانتقاص من البطل أياً كان اسمه، لكنها الحقيقة التي لا تقبل النقاش، وهي الحقيقة التي لا يفترض أن نصف بها الموسم الحالي وحده بل هي وصمة لونت المواسم الماضية كافة. سبق وأن أنكرها رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد حين حقق فريقه اللقب، وغيره أيضاً ممن فازوا باللقب، أو نافسوا عليه بضراوة، التصريحات ذاتها خرجت من القائمين على أندية صغيرة قدمت مستويات مرضية، لكن تلك الأحاديث أياً كانت مصادرها لن تغير الواقع. دورينا ضعيف هزيل ويعاني على الأصعدة كافة، ومخرجاته لا ترضي أحداًَ، وسينعكس ذلك مستقبلاً على عملية تسويقه، خصوصاً أن الجيل الجديد قرر تجاهل المنافسات المحلية، ومتابعة كرة قدم أكثر واقعية وجمالاً سواء في أوروبا أو غيرها، أما دوري «زين» فأمره متروك للقائمين عليه، إما أن يتداركوا الوضع، ويبحثوا عن حلول جذرية، أولها التخصيص الكامل والمدروس، وبعده خطوات كثيرة قد ننجح من خلالها في تدارك ما نعيشه، إما ذلك أو نستمر في الدوران في الحلقة المفرغة ذاتها، والتغني بفرق تحقق اللقب من دون خسارة في كل موسم، وهو أمر لا يحدث في دول تحظى بمنافسات محلية قوية. [email protected] @adel066