ماذا لو قررت الإدارة الهلالية التجديد للاعبها أحمد الفريدي، على أن تمنحه مليون و300 ألف ريال شهرياً، إضافة إلى امتيازات أخرى منها السماح له بالتأخر عن وجبات الفريق داخل المعسكرات، اضافة إلى الحرية في التصرف بشكل «وقح» مع رجال الإعلام والأمن، ماذا كان ليفعل الفريدي داخل الملعب، أعتقد بأنه سيحول المستطيل الأخضر إلى مسرح لإبداعاته. لكن هذه الأرقام والامتيازات لا تبدو مقبولة أو معقولة، وعلى رغم ذلك يتحصل السويدي كريستيان ويلهامسون على تلك الامتيازات كافة وأكثر، وتصرخ الجماهير باسمه في كل مباراة وكأنه النجم الأوحد في الفريق. والسؤال هنا، خلال هذا الموسم، ومنذ عودته من قطر، ماذا قدم ويلهامسون للفريق؟ عاد بالإيقاف ولم يشارك الفريق في أهم ثلاث مباريات، أما بعد الغياب فقيمته داخل الملعب كانت أقرب إلى العدم، يشارك أساسياً إلى جوار سالم الدوسري ونواف العابد ومحمد الشلهوب، ومجموع ما يتقاضاه الثلاثي لا يوازي نصف ما يتقاضاه «الأشقر» إلا أنهم يتلقون أضعاف ما يتلقاه من الغضب الجماهيري مع أية كرة يخسرونها. أعجز هنا عن تحميل الإدارة الهلالية اللوم، خصوصاً أنها في معظم خطواتها هذا العام سارت وفق المطالبات الجماهيرية، فتعاقدت مع إيمانا نزولاً عند رغبتهم قبل أن تستبدله بويلهامسون للسبب نفسه أيضاً، لكن الإدارة إذ تابعت السير، وفقاً لهذه الرغبات فطبيعي أن الفريق لن ينجح في العودة لشكله الطبيعي، أو استعادة هيبته. كرة القدم اليوم لا تحتاج إلى لاعبين محترفين فقط، بل تحتاج أيضاً إلى أجهزة إدارية وقاعدة جماهيرية محترفة، الأفضل اليوم أن تمنح الجماهير الأجهزة الفنية فرصة العمل وفق رؤيتها بعيداً عن ترديد مطالب غالبها لا يأتي واقعياً، أذكر أن المدرب الهلالي الشهير أولاريو كوزمين حاول الاستغناء عن المحترف الليبي طارق التايب لكنه فشل في ذلك خشية من خسارة الجماهير، وأعقبه مدربون آخرون تنازلوا عن أخطاء لاعبين رغبة في الحفاظ على العلاقة المميزة مع عشاق النادي. ينتظر اللاعبون اليوم أن يجدوا من القبول الجماهيري ما يستحقون على قدر عطائهم، فالرضا الدائم الذي يحظى به ويلهامسون على رغم فشله المتكرر في تخطي أصغر المدافعين بات مستفزاً لكل من يتابع الهلال، كيف لا وهو اللاعب الذي عجز عن تسجيل حضور مميز في أي لقاء مهم أو مصيري، قبل أن يتسبب في خروج فريقه من البطولة الآسيوية في نصف النهائي أمام فريق ذوب آهن الإيراني بعد أن أهدر ركلة جزاء، وتسبب في الهدف الذي منح الخصم فرصة الفوز في لقاء الذهاب، والسؤال هل كانت الجماهير الهلالية ستغفر الأخطاء ذاتها للاعب المحلي أم أن ما ينطبق على «الفتى الأشقر» لا ينطبق على غيره بحكم أنه لاعب ال«50 مليوناً». [email protected] Adel066@