صعّد النظام السوري في الساعات الماضية ضرباته الجوية لمواقع يُفترض أنها تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شرق البلاد، لكن ناشطين قالوا إن هذه الضربات أوقعت ما لا يقل عن 60 قتيلاً من المدنيين، بينهم ما لا يقل عن 12 طفلاً خلال 24 ساعة فقط (بين أمس وأول من أمس). وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «60 شهيداً (سقطوا) في مجازر ارتكبتها طائرات النظام خلال 24 ساعة في محافظتي الرقة ودير الزور»، معتبراً «المجتمع الدولي شريكاً فيها». وقال: «ارتفع إلى 60 مواطناً مدنياً بينهم 12 طفلاً دون سن 18 سنة، و12 مواطنة فوق سن 18 سنة، عدد الشهداء المدنيين الذين وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهادهم، نتيجة مجازر نفذتها طائرات النظام الحربية يومي أمس وأول من أمس، في مناطق بمحافظتي الرقة ودير الزور، بذريعة استهداف مقار وتمركزات لتنظيم الدولة الإسلامية». ووثّق نشطاء «المرصد»، وفق التقرير، «استشهاد 19 مواطناً في محافظة دير الزور، بينهم 9 أطفال و4 مواطنات، نتيجة الغارات التي نفذتها طائرات النظام على مدرسة في بلدة صبيخان، تؤوي نازحين من أبناء عشيرة الشعيطات، وقصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة الميادين وبلدة الخريطة». أما في محافظة الرقة المجاورة، فقد ذكر «المرصد» أنه «ارتفع إلى 41 بينهم 8 مواطنات فوق سن 18 سنة، و3 أطفال دون سن 18 سنة، عدد الشهداء المدنيين الذين وثّق المرصد... استشهادهم نتيجة غارات نفذتها 3 من طائرات النظام الحربية، على محيط فرن الأندلس بشارع تل أبيض بمدينة الرقة، ومناطق أخرى في المدينة يوم السبت». وذكر «المرصد» في تقريرين جديدين أن النظام شن أمس مزيداً من الغارات على دير الزور والرقة، فقد «ارتفع إلى 4 بينهم سيدة وطفلتها، عدد الشهداء الذين قضوا اليوم (أمس) نتيجة قصف للطيران الحربي على مناطق في أحياء البياطرة والثكنة والسخاني في مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية... كما شن الطيران الحربي غارة جديدة على مناطق في حي العرفي بمدينة دير الزور، وأغار على مدرسة الثانوية الزراعية التي يتخذها تنظيم «الدولة الإسلامية» مقراً له في بلدة هجين». كذلك أشار إلى قصف الطيران الحربي مناطق في حي الحميدية بمدينة دير الزور. وتابع «المرصد» أنه «يحمّل المجتمع الدولي المسؤولية الأخلاقية عن ارتكاب هذه المجازر، والمجازر كافة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب السوري، بسبب رفضه إحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على محكمة الجنايات الدولية، لأن المجرم سيستمر بارتكاب جرائمه، بسبب عدم وجود رادع قانوني يوقفه عن ارتكابها، ويوجه له رسالة بأن العقاب مقبل مهما طال». في غضون ذلك، أفرج تنظيم «الدولة الإسلامية» عن حوالى 45 معتقلاً من ريف دير الزور كان قد اعتقلهم في وقت سابق ممن «قاتلوا الدولة ثم بايعوها». وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد «أخضعهم لدورات شرعية في أحد معسكراته»، وفق «المرصد». وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد صعّدت خلال الشهور الثلاثة الماضية، حملة جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يهيمن على حوالى ثلث أراضي سورية ومعظمها مناطق صحراوية في الشمال والشرق. وأصابت الضربات الجوية عدداً من مواقع التنظيم لكنها أسفرت عن مقتل الكثير من المدنيين الذين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرته. وفي محافظة ريف دمشق، ذكر «المرصد» أن الطيران الحربي نفّذ غارتين على أطراف بلدة عدرا، في وقت «استمرت الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في منطقة الدخانية الواقعة عند أطراف دمشق، وسط قصف من قوات النظام على مناطق الاشتباك، ما أدى إلى استشهاد 4 مقاتلين من الكتائب الإسلامية». وأردف أن «الطيران الحربي نفّذ 6 غارات على مناطق في بلدة عين ترما... فيما استشهد رجل نتيجة إصابته برصاص قناص في مخيم الوافدين، كذلك استشهدت مواطنة نتيجة إصابتها برصاص قناص» في حرستا بالغوطة الشرقية. وفي محافظة حماة، قصفت قوات النظام مناطق في ريف المحافظة الشمالي، فيما قُتل طفلان وسقط جرحى «نتيجة غارة للطيران الحربي على مناطق في قرية حمادة عمر بالريف الشرقي لحماة، بينما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي. ولفت «المرصد» إلى أن هذه الغارات جاءت فيما «تدور اشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى على أطراف قرية بري الشرقي، فيما تدور اشتباكات بين تنظيم جند الأقصى والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر على أطراف قرية أرزة التي سيطرت عليها قوات النظام والمسلحون الموالين لها، وفي منطقة بالقرب من مزارع بطيش بريف حماة الشمالي وفي محيط بلدة قمحانة، ما أدى إلى استشهاد 17 مقاتلاً على الأقل في محيط أرزة وبلدة قمحانة، بينهم قائد عسكري في كتيبة إسلامية». وتابع أنه «تدور اشتباكات عنيفة بالقرب من بلدة خطاب بين تنظيم جند الأقصى والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، وسط قصف لقوات النظام على مناطق في بلدة خطاب ورحبتها». واغتال مجهولون أمس قيادياً في «جبهة النصرة» في ريف حماة الشمالي. وذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»: «فجر هذا اليوم (أمس) ترجل فارس من فرسان الثورة الشهيد بإذن الله أحمد شاهر التركاوي (أبو شاهر التركاوي) مواليد قرية تل العلباوي ريف حماة الشرقي. التحق الشهيد بالثورة منذ أول يوم، وكان عمله يعتمد على تنظيم التظاهرات السلمية ودعمها. وعندما بدأ العمل المسلح أسس كتيبة التحقت ب «أحفاد الرسول»، ثم ب «أجناد الشام» ثم قائداً عسكرياً ل «جبهة النصرة» بريف حماة الشرقي. الليلة الماضية طلبت منه مجموعة المؤازرة فخرج مسرعاً يلبّي النداء وعندما خرج من بيته أطلق عليه الرصاص فكانت عملية اغتيال مدبرة فاستشهد متأثراً بجروحه». ولفت «المرصد»، إلى أن مجهولين اغتالوا «قيادياً في جبهة النصرة بإطلاق النار عليه في منطقة عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، والواقعة في ريف حماة الشرقي، في حين سيطر مقاتلو «جبهة النصرة» وتنظيم جند الأقصى والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية على حاجز تل سحر القريب من قرية الشير، عقب اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأشار «المرصد» كذلك إلى «اشتباكات بين «جبهة النصرة» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، من طرف آخر، في محيط مدينة محردة التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة المسيحية والتي تحاول «جبهة النصرة» السيطرة عليها، بعد استقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة في وقت سابق وحشد حوالى 1500 مقاتل (لاقتحامها)».