سيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية» (داعش) في شكل كامل على مقر عسكري لقوات النظام السوري في شمال شرقي البلاد، في وقت قتل عدد من المدنيين، بينهم أربعة من عمال الإغاثة الإنسانية وأربعة آخرين من عائلة واحدة، بغارات شنها الطيران على مناطق مختلفة في البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء إن «داعش» سيطر «في شكل كامل على للواء 93 الواقع في منطقة عين عيسى في الريف الشمالي للرقة عقب انسحاب مجموعات كبيرة من قوات النظام باتجاه مطار الطبقة العسكري آخر معاقل النظام في محافظة الرقة» بعد مواجهات أسفرت عن مقتل 40 شخصاً، ذلك بعد أسبوعين على سيطرة التنظيم على مقر «الفرقة 17» في الرقة، ما يعني أن قوات النظام لم تعد تسيطر سوى على مطار الطبقة في المحافظة التي خرجت عن سيطرتها في آذار (مارس) العام الماضي. وقال «المرصد» إن ما لا يقل عن 27 من المقاتلين النظاميين قتلوا بعدما فجر ثلاثة من مقاتلي «الدولة الإسلامية» أنفسهم في سيارات ملغومة عند بوابات «اللواء 93» الذي كان فر إليه عشرات المقاتلين النظاميين بعد اقتحام «داعش» مقر «الفرقة 17». ويحمل اثنان من الثلاثة الجنسية السورية، هما «أبو حذيفة السوري» و «ابو عبدو السوري»، في حين أن الثالث، ويدعى «أبو هاجر»، هو من جنسية غير سورية. وبث «داعش» صوراً لمقاتليه في مقر «اللواء 93» وآليات استولوا عليها. وكان التنظيم استقدم مساء أول من أمس عشرة مدافع و11 مضاداً جوياً ومدافع ثقيلة إلى محيط «اللواء 93» قبل بدء الاقتحام من طرف مساكن الضباط. وأفاد «المرصد» بأن «الاشتباكات استمرت في محيط اللواء 93 وداخله في منطقة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، وسط تنفيذ الطيران الحربي أكثر من 12 غارة»، لافتاً الى شن الطيران غارات على مناطق في مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي». في دير الزور المجاورة، سقط أربعة قتلى وخمسة جرحى من متطوعي «الهلال الأحمر السوري» وتدمير ثلاث سيارات تحمل مواد إغاثية في قصف جوي استهدف طريق دمشق– ديرالزور، وفق شبكة «سمارت». من جهة أخرى، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين مقاتلين ومسلحين عشائريين من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى في أطراف بلدة أبو حمام التي يقطنها مواطنون من عشيرة الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور، وسط معلومات عن أسر خمسة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية». في دمشق، قال «المرصد» إن ثلاثة أشخاص قتلوا بقصف من الطيران السوري على حي جوبر شرق دمشق، لافتاً إلى أن الطيران شن «غارة على منطقة في زملكا في الغوطة الشرقية وغارات على مناطق في بساتين قرب بلدة دير العصافير وسط مواجهات عند مفرق عين البيضا في الريف الغربي، حيث دمر مقاتلو المعارضة دبابة». وقتل مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في داريا بالغوطة الغربية، مع تجميد المفاوضات التي كانت مقررة بين ممثلي النظام والمعارضة في دمشق. كما جدد الطيران الحربي قصفه على مناطق في جرود عرسال بالقرب من الحدود السورية - اللبنانية، بينما استشهد رجل من مدينة عربين تحت التعذيب في سجون قوات النظام. وتابع «المرصد» أن القوات النظامية قصفت مدينة إنخل في ريف درعا جنوب سورية بالتزامن مع «اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام من طرف آخر في أنخل وفي مدينة درعا». وفي وسط البلاد، قال «المرصد» إن الطيران شن غارات على مناطق في بلدتي خطاب ومورك بريف حماة الشمالي «وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة من طرف آخر في منطقة مورك» التي سيطرت عليها المعارضة قبل أيام. وأضاف: «استمرت الاشتباكات بين مقاتلي جند الأقصى والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط حاجز بيجو والمجدل، ومعلومات أولية عن تقدم قوات النظام وانسحاب الكتائب من المنطقة». لكن شبكة «سمارت» المعارضة قالت إن مقاتلي المعارضة «استهدفوا مقرات لقوات النظام في معمل الكونسروة غرب مدينة حماة»، مشيرة إلى أن قوات النظام «سحبت آليات وعناصر من حواجزها في مناطق ريف حماة الشمالي باتجاه مدينة سقيلبية. كما انسحب عناصر قوات النظام من حاجز شليوط، القريب من مدينة محردة في الريف الغربي إلى داخل المدينة». وزادت أن هذه التطورات جاءت «بعد ساعات من سيطرة الجيش الحر على حاجزين في ريف حماة الغربي». في الشمال، أفاد «المرصد» بمقتل شخص وثلاث نساء من عائلة واحدة مع وجود رجل وطفل تحت الأنقاض «جراء قصف للطيران الحربي على قرية القاسمية شمال بلدة عنجارة في الريف الغربي لحلب. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق قرب معامل عين التل وبلدة عندان وتل رفعت»، في حين «استهدف مقاتلو جيش المجاهدين بعدد من القذائف محلية الصنع مراكز قوات النظام في الأكاديمية العسكرية بالراموسة».