نهشت جسده الأمراض، وحطمته الديون، وأثناء ذلك خسر مصدر رزقه، فزادت أوضاعه سوءاً، فهو يعول أسرة كبيرة إضافة إلى والديه المسنين. ولم يتوقع «أبو عادل» وهو المعروف بسيرته العطرة بين أقاربه وجيرانه وزملائه في العمل، أن يترك وحيداً فريسة للمرض يرزح تحت وطأة الديون والحاجة، ويعيش منعزلاً ومنغلقاً على نفسه، بعد أن أجبرته الظروف على العودة إلى قريته بعد سنوات من مغادرتها بحثاً عن الدراسة ثم العمل. لم ينس أبو عادل تأثير انكساره على حاضر أبنائه ومستقبلهم، خصوصاً أنهم ينظرون إليه باعتباره القدوة، حتى وهو يسرد معاناته، بقي رابط الجأش، على رغم سوء الأوضاع: «أوجعتني الأمراض وتتابعت علي، وفجأة وجدت نفسي محاصراً بالديون، وشيئاً فشيئاً تمكن اليأس مني وأحبطت إلى درجة لم أتخيلها قبل ذلك، فأصبت بأمراض نفسية وعانيت ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى»، لافتاً إلى أن الديون المطالب بسدادها حالياً تجاوزت ال150 ألف ريال، هذا عدا ما اقترضه من مبالغ صغيرة متفرقة من بعض الأصدقاء والأقارب. ويضيف: «كنت أعمل في القطاع الخاص، ولا أخفي أن المسؤولين في الشركة التي كنت أعمل فيها تعاونوا كثيراً معي، ولكن فترة مرضي طالت فطبقوا الأنظمة فكان قرار الاستغناء عني». زادت معاناة «أبي عادل» بعد أن أصبح عاطلاً، «أصبح راتبي التقاعدي لا يفي بأقل الضروريات، خصوصاً في ظل متطلبات الحياة التي يأتي في مقدمتها إعالة والدي الطاعنين في السن إضافة إلى أسرتي». «الحياة» التقت «أم عادل»، التي أشارت إلى تردي أوضاع الأسرة في شكل عام، مبدية استغرابها من الوضع الذي وصل إليه زوجها، «لم أتوقع أن يتخلى عنه أحد، فقد ساعد الكثيرين وكانت هذه عادته وللأسف لم يلق ما يستحقه من جزاء منهم، ولكن ما عند الله أبقى». وتكشف أم عادل عن أن المراجعات المتكررة للمستشفيات وكثرة الأسفار في سبيل البحث عن العلاج أرهق الأسرة عموماً، «لا أظن أحداً سيتحمل مثلما تحمل زوجي، فقد بحث عن العلاج في الكثير من المستشفيات والعيادات الخاصة، وبعد أن تحسنت حالته قليلاً وجد نفسه مثقلاً بالديون، فساءت حالته النفسية». وتأمل أم عادل من فاعلي الخير العمل على مساعدتهم، موضحة بأن ما يعيشونه من أوضاع بدأت آثارها السلبية تتضح على أطفالها، وتخشى أن يدمر ذلك تحصيلهم الدراسي.