«منيرة» فتاة معوقة تجاوز عمرها ال 22، إلا أن من يشاهدها يكاد يجزم أنها لم تبلغ الثامنة. صاحبت الأمراض منيرة منذ ولادتها، فأصيبت بأمراض عدة، بدءاً بالصفار وضعف المناعة ومروراً بالتشنج، حتى وصل الأمر إلى الشلل التام إذ لا تستطيع تحريك أطرافها، إضافة إلى تأخر حادّ في النمو، وخلع في الورك الأيمن. إعاقة منيرة وأمراضها المتكررة انعكست سلباً على حياة أسرتها، وأرهقت والدها ذي الدخل المحدود جداً، إذ يراجع بها شهرياً - من منزل والده المتواضع في محافظة رنية - مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية في الرياض مضطراً إلى قطع مسافة تبلغ نحو ألف كيلو متر. ويقول مفلح السبيعي والد الفتاة المعوقة: «مع استمرار تلك المراجعات التي امتدت سنوات طويلة أنفقت الكثير من المال وبذلت ما يمكنني من الجهد في سبيل البحث عن علاج لابنتي، وهو ما أجبرني على الاقتراض من الأصدقاء والأقارب»، مؤكداً أنه لجأ أخيراً إلى اقتراض المصارف، إذ اقترض منها مبالغ مالية طائلة؛ لتأمين مصاريف العلاج والسفر الذي غالباً ما يكون بالسيارة. ويضيف: «لا يتبقى حالياً من راتبي إلا أقل من ألفي ريال لا تكفي لتأمين متطلبات أسرتي ووالدي، وقد حاصرتني الديون من جهة وعلاج ابنتي من جهة أخرى ولا أعلم ماذا أفعل فقد قاربت مرحلة اليأس لولا الأمل الذي أعلقه في كل صلاة على رب العباد». ويشير مفلح إلى أن الوضع الصحي ل«منيرة» لا يزال يتطلّب الكثير من المراجعات، سواءً إلى المستشفيات أو إلى مدينة الأمير سلطان للبحث عن العلاج، «أعيش هذه الأيام حيرة لا يعلمها حتى أقرب الناس إلي»، موضحاً أنه على استعداد تام لمواصلة علاجها مهما بلغت التكاليف. وعلى رغم الحال النفسية التي يعيشها مفلح وأسرته، إلا أنه ما زال يرى ضوءاً من بعيد، «أعلم أن الله لن يتخلى عني، فقد فرغت نفسي منذ أمد بعيد لابنتي وأنتظر منه الفرج القريب بإذنه سبحانه وتعالى»، آملاً من أهل الخير والعطاء وذوي القلوب الرحيمة مساعدته في علاج ابنته وسداد ديونه التي أثقلت كاهله.